والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلى آخر عصبة يقاتلون الدجال، لا يضرهم جور جائر، والشراء والبيع حلال إلى يوم القيامة، على حكم الكتاب والسنة، والتكبير على الجنائز أربعا، والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا تخرج عليهم بسيفك، ولا تقاتل في فتنة، والزم بيتك، والإيمان بعذاب القبر، والإيمان بمنكر ونكير، والإيمان بالحوض والشفاعة، والإيمان أن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى، والإيمان أن الموحدين يخرجون من النار بعد ما امتحشوا، كما جاءت الأحاديث في هذه الأشياء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نؤمن بتصديقها، ولا نضرب لها الأمثال، هذا ما اجتمع عليه العلماء في جميع الآفاق (¬1).
"طبقات الحنابلة" 2/ 293 - 295
قال محمد بن عوف الحمصي: أملى علي أحمد بن حنبل: جاء الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من لقي الله بذنب يجب له به النار، تائب منه غير مصر عليه، فإن الله يتوب عليه، ومن لقيه، وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته" كما جاء الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬2)، ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة، فأمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، إذا توفي على الإسلام والسنة، ومن تنقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أبغضه لحدث كان منه، أو ذكر مساويه، كان مبتدعا، خارجا عن الجماعة حتى يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم بأجمعهم سليما.
Shafi 34