ـ[الجامع في العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل]ـ
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: ٢٤١هـ)
رواية: المروذي وغيره
المحقق: الدكتور وصى الله بن محمد عباس
الناشر: الدار السلفية، بومباى - الهند
الطبعة: الأولى، ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
Shafi da ba'a sani ba
[المروذي]
١ - أخبرنَا أَبُو أَحْمد الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى التَّمِيمِي النَّيْسَابُورِي، حَدثنَا أَبُو عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق الإسفرائيني، بإسفرائين قَرْيَة فَوق نيسابور ثَلَاثِينَ فرسخا.
قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الْحجَّاج الْمَرْوذِيّ أَبُو بكر، بطرسوس، قِرَاءَة علينا، قَالَ: وَذكر لَهُ التَّدْلِيس يَعْنِي لِأَحْمَد بن حَنْبَل، ﵀، فَقَالَ:
1 / 37
قد دلّس قوم، وَذكر الْأَعْمَش، وَذكر لَهُ مُجَاهِد، وَسَعِيد بن جُبَير أَنه يروي عَنْهُمَا؟ فَقَالَ: نعم، ثمَّ قَالَ: كَانَ أَبُو حرَّة صَاحب تَدْلِيس، عَن الْحسن، إِلَّا أَن يحيى روى عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث، يَقُول فِي بَعْضهَا: حَدثنَا الْحسن، مِنْهَا حَدِيث سعد بن هِشَام، حَدِيث عَائِشَة فِي الرَّكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ: كَانَ ابْن إِسْحَاق يُدَلس، إِلَّا أَن كتاب إِبْرَاهِيم بن
1 / 38
سعد يبين إِذا كَانَ سَمَاعا، قَالَ: حَدثنِي، وَإِذا لم يكن قَالَ: قَالَ.
ثمَّ قَالَ: يَقُول قَالَ أَبُو الزِّنَاد، قَالَ فلَان، قَالَ: وَتنظر فِي كتاب يزِيد بن هَارُون عَن أبي الزِّنَاد كلهَا.
٢ - وَقيل لَهُ: أَيّمَا أحب إِلَيْك مُوسَى بن عُبَيْدَة، أَو مُحَمَّد بن إِسْحَاق؟ فَقَالَ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق.
٣ - قَالَ: لَيْسَ أحد أثبت وَلَا أعرف بِحَدِيث ثَابت من حَمَّاد، ثمَّ
1 / 39
قَالَ: وَسليمَان بن الْمُغيرَة، قلت: معمر؟ قَالَ: وَمعمر حسن الحَدِيث، عَن ثَابت.
٤ - وَقَالَ: كَانَ ابْن أبي زَائِدَة، إِذا قَالَ: قَالَ ابْن جريج عَن فلَان، فَلم يسمعهُ، وَكَانَ يحدث عَن ابْن جريج، فَلَا يَجِيء بالألفاظ وَالْأَخْبَار، وَكَذَا كَانَ حَفْص بميزان يحيى، يَقُول: ابْن
1 / 40
جريج سَمِعت أَبَا الزبير.
٥ - وَسُئِلَ عَن عطاف بن خَالِد، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْس.
٦ - وَسُئِلَ عَن يحيى بن حَمْزَة، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْس.
٧ - سَأَلته. قلت: سمع ابْن عون من أنس شَيْئا؟ فَقَالَ: قد رَآهُ، وَأما سَماع فَلَا أعلم.
ثمَّ قَالَ: أَيُّوب قد رَآهُ، وَلم يسمع، قلت: وَيُونُس؟ قَالَ:
1 / 41
لَا أَدْرِي.
٨ - وَذُكِرَ حَدِيثُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَحَدِيثُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ مَنْ بَاعَ عَبْدًا، قُلْتُ: فَأَيُّمَا الثَّبْتُ؟ فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ،
1 / 42
قُلْتُ: مَا الَّذِي يُمِيلُ إِلَيْهِ قَلْبُكَ؟ قَالَ: أُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ نَافِع
٩ - قلت: فَإِذا اخْتلف سَالم، وَنَافِع.
لمن تحكم؟ قَالَ: نَافِع.
قد قدم سالما على نَفسه، وَقد روى عَنهُ، وَكَانَ مشمرا، قلت: لم أرد الْفضل إِنَّمَا أردْت فِي الحَدِيث، إِذا اخْتلفَا، فقلبك إِلَى أَيهمَا أميل؟ قَالَ: جَمِيعًا عِنْدِي ثَبت، وَذهب إِلَى أَن لَا يقْضِي لأحد.
1 / 43
١٠- وَقَالَ: كَانَ يحيى الْقطَّان، وخَالِد بن الْحَارِث، ومعاذ بن معَاذ لَا يَكْتُبُونَ عِنْد شُعْبَة، كَانَ يحيى يحفظ، وَيذْهب إِلَى بَيته، فيكتبها، وَكَانَ فِي حَدِيثه بعض ترك الْأَخْبَار والألفاظ، وَكَانَ معَاذ يقْعد نَاحيَة فِي جَانب، فَيكْتب مَا حفظ، وَكَانَ فِي حَدِيثه شَيْء، وَكَانَ خَالِد أَيْضا يقْعد فِي نَاحيَة، فَيكْتب مَا حفظ لَا يَجْتَمعُونَ.
١١- وَسَأَلته عَن حَفْص الفرخ، فَقَالَ: لم أكتب عَنهُ، كَانَ يتتبع السُّلْطَان.
1 / 44
١٢- وَسَأَلته عَن سُلَيْمَان بن الحكم بن عوَانَة، فَقَالَ: هَذَا كَانَ ينزل ذَاك الْجَانِب، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْده شَيْء، أَو قَالَ: لم أكتب عَنهُ شَيْئا.
١٣- وَقَالَ فِي مُحَمَّد بن حَمْزَة الْخُرَاسَانِي الَّذِي قَتله ابْن نهيك فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ لَا أعرفهُ.
١٤- وَقَالَ: أَبُو الْجمل اليمامي الَّذِي يروي، عَن يحيى بن أبي كثير لَا أَدْرِي كَيفَ هُوَ، أَو قَالَ: قَالَ لَا أعرفهُ.
١٥ - قَالَ فِي أبي حَمَّاد الْحَنَفِيّ: اسْمه الْمفضل بن صَدَقَة، فَتكلم
1 / 45
فِيهِ بِكَلَام ضَعِيف.
١٦ - وَقَالَ لي: دَهْثَم بْن فَرّان اليمامي، ضُعَفة.
١٧ - وَقَالَ فِي عَليّ بن حزور: فلينه.
١٨ - وَقَالَ فِي مُسلم بن خَالِد الزنْجِي: فحرك يَده وَلينه.
١٩ - وَقَالَ: عَليّ بن حَفْص أحب إِلَيّ من شَبابَة.
1 / 46
٢٠ - وَذكر معمر، فَقَالَ: ذكر يَوْمًا حَدِيثا للثوري، فَأَخْطَأَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَان: نَعَست يَا أَبَا عُرْوَة؟ فَقَالَ لَهُ معمر كلَاما أكره أَن أحكيه، قلت: كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ: كذبت، فَضَحِك.
٢١ - وَذكر عباد، فَقَالَ حدث يَوْمًا بِحَدِيث، فَقَالَ: فُضَيْل بن يزِيد، وَإِنَّمَا هُوَ فُضَيْل بن زيد، فَرد عَلَيْهِ فَأبى، فجار.
٢٢ - وَسَأَلته عَن أبي حَفْص الشَّامي، فَقَالَ: هَذَا كَانَت عِنْده
1 / 47
أَحَادِيث كتبناها عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز، ثمَّ تبين أمره بعد فَتَرَكُوهُ، حدث بِأَحَادِيث لسَعِيد بن أبي عرُوبَة.
٢٣ - قلت: من أَصْحَاب أبي إِسْحَاق المتثبتون؟ قَالَ: شُعْبَة، وسُفْيَان.
٢٤ - وَقَالَ: شريك حسن الرِّوَايَة عَن أبي إِسْحَاق.
1 / 48
٢٥ - قلت: كَيفَ معمر فِي الحَدِيث؟ قَالَ: ثَبت إِلَّا أَن فِي بعضه حَدِيثه شَيْئا.
٢٦ - وَقَالَ فِي ابْن وهب: كَانَ حَدِيثه بعضه سَماع، وَبَعضه عرض، وَبَعضه مناولة، وَكَانَ مَا لم يسمعهُ يَقُول: قَالَ حَيْوَة، قَالَ فلَان.
٢٧ - وَقَالَ: قد رَأَيْت ابْن وهب وَلم أكتب عَنهُ، ثمَّ كتبت عَن رجل عَنهُ.
قَالَ وَأَخْبرنِي بعض أَصْحَابنَا أَنه رأى ابْن وهب عِنْد ابْن عُيَيْنَة، قفال لَهُ: الْكتب الَّتِي عرضهَا عَلَيْك ابْن أخي أرويها عَنْك؟
1 / 49
ثمَّ قَالَ يحيى: أخبرنَا أَنه شهد بن وهب عِنْد ابْن عيينه.
٢٨ - وَسَأَلت أَبَا عبد الله، عَن سُفْيَان بن حُسَيْن، فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ، فِي حَدِيثه عَن الزُّهْرِيّ شَيْء.
٢٩ - وَقَالَ: كَانَ خَالِد بن الْحَارِث يَجِيء بِالْحَدِيثِ كَمَا سمع، وَيَقُول يحيى: هَذَا أَو أشبه هَذَا، وَكَانَ ابْن مهْدي يَجِيء بِالْحَدِيثِ سمع، وَكَانَ وَكِيع يجْتَهد أَن يَجِيء بِالْحَدِيثِ كَمَا سمع، فَكَانَ رُبمَا قَالَ فِي الْحَرْف أَو الشَّيْء: يَعْنِي كَذَا.
٣٠ - وَقَالَ: التَّدْلِيس من الرِّيبَة.
1 / 50
٣١ - وَذكر هشيما، فَقَالَ: كَانَ يُدَلس تدليسا وحشا، وَرُبمَا جَاءَ بالحرف الَّذِي لم يسمعهُ، فيذكره فِي حَدِيث آخر، إِذا انْقَطع الْكَلَام يوصله.
٣٢ - وسمعته يَقُول: معَاذ بن معَاذ قُرَّة عين فِي الحَدِيث.
٣٣ - قيل لَهُ: عَطاء بن السَّائِب أحب إِلَيْك أَو حُصَيْن؟ فَقَالَ: كِلَاهُمَا ثبتان.
٣٤ - وسمعته يَقُول: كَانَ يحيى بن سعيد يحمل على همام حَتَّى قدم
1 / 51
٣٦ - قَالَ أَبُو عبد الله: كَانَ شُعْبَة يتشدد فِي التَّدْلِيس.
٣٧ - قيل لَهُ سمع أَيُّوب من الزُّهْرِيّ؟ قَالَ: نعم.
٣٨ - وَسُئِلَ أَيهمَا أثبت، بهز أَو سُلَيْمَان بن حَرْب؟ فَقَالَ: بهز أثبت.
أَيْن يُقَاس سُلَيْمَان إِلَى بهز.
٣٩ - وَسُئِلَ عَن عِيسَى بن يُونُس، وَأبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ، ومروان بن مُعَاوِيَة، أَيهمْ أثبت؟ قَالَ: مَا فيهم إِلَّا ثَبت.
قيل لَهُ:
1 / 53
فَمن تقدم؟ قَالَ: مَا فيهم إِلَّا ثِقَة، ثَبت، إِلَّا أَن أَبَا إِسْحَاق ومكانه من الْإِسْلَام.
٤٠ - وَسُئِلَ عَن شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن عمر بن أبي حُسَيْن.
قَالَ: لَيْسَ هُوَ عمر، كَانَ شُعْبَة يقلب أسامي الرِّجَال.
٤١ - وَسُئِلَ عَن عمر بن هَارُون الْبَلْخِي.
فَقَالَ: مَا أقدر أَن أتعلق عَلَيْهِ بِشَيْء، كتبت عَنهُ حَدِيثا كثيرا، فَقيل لَهُ: قد كَانَت لَهُ قصَّة مَعَ ابْن مهْدي، قَالَ: بَلغنِي أَن عبد الرَّحْمَن، كَانَ يحمل عَلَيْهِ وَلَا أَدْرِي مَا كَانَت قصَّته؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَر: إِنِّي سَمِعت من يَحْكِي عَن ابْن مهْدي، أَنه قدم عَلَيْهِم عمر بن هَارُون الْبَصْرَة، وَهُوَ شَاب، فذاكره عبد الرَّحْمَن، فَكتب عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث مِنْهَا:
1 / 54
حَدِيث عَن يحيى بن أبي عَمْرو السيباني، عَن عَمْرو بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ، عَن عبد الله بن عَمْرو فِي شرب الْعصير.
وَمِنْهَا: عَن عبد الْملك، عَن عَطاء فِي الحفار ينسى الفأس فِي الْقَبْر بعد مَا يفرغ مِنْهُ.
وَحَدِيث آخر، فَلَمَّا كَانَ بعد زمَان قدم عَلَيْهِم الْبَصْرَة، فَأتى رجل عبد الرَّحْمَن، فَقَالَ: إِنَّك كتبت عَن هَذَا شَيْئا؟، فَأعْطَاهُ الرقعة، فَذهب بهَا إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث يحيى بن أبي عَمْرو، فَقَالَ: لم أسمع من يحيى بن أبي عَمْرو شَيْئا، إِنَّمَا كَانَ هَذَا مني فِي الحداثة.
وَسَأَلَهُ عَن حَدِيث عبد الْملك، فَقَالَ: لم أسمع من عبد الْملك، إِنَّمَا حَدَّثَنِيهِ فلَان، عَن عبد الْملك، فَأتى ابْن مهْدي، فَأخْبرهُ، فنال
1 / 55
مِنْهُ وَتكلم، فَقَالَ أَبُو عبد الله: كَانَ أَكثر مَا يحدثنا عَن ابْن جريج، ويروى عَن الْأَوْزَاعِيّ، قيل لَهُ: فتروي عَنهُ؟ قَالَ: قد كنت رويت عَنهُ شَيْئا.
٤٢ - وَقَالَ: قدم هَهُنَا رجل حَدثهمْ، عَن سُفْيَان بِحَدِيث، فألقوه على عبد الرَّحْمَن، فَقَالَ: هَذَا كذب، لَيْسَ من هَذَا بِشَيْء، فأنكروه عَلَيْهِ، فاستغاث بوكيع، فَكَتَبُوا إِلَيْهِ، فَإِذا الحَدِيث بَاطِل.
٤٣ - وَقيل لَهُ: عبيد الله أثبت أَو مَالك فِي نَافِع؟ قَالَ: لَيْسَ أحد أثبت فِي نَافِع من عبيد الله.
٤٤ - سُئِلَ عَن عقيل، وَيُونُس، فَقَالَ: عقيل، وَذَاكَ
1 / 56