131

Tarbiyya Ilimi da Hikima

جامع العلوم والحكم

Editsa

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

Mai Buga Littafi

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

القاهرة

[تفسير بكر المزني]
قال بكر المزني: "من مِثْلُكَ يا ابن آدم؟ خُلِّيَ بينك وبين المحراب والماء؟! كلما شِئْتَ دَخَلْتَ على الله ﷿؟! وليس بينك وبينه تَرْجُمَانٌ" (^١).
[متى يستأنس العبد بالله]
ومن وصل إلى استحضار هذا في حال ذكر الله وعبادته استأنس بالله واستوحش من خلقه ضرورة.
[من الآثار في ذلك]
قال ثور بن يزيد: "قرأت في بعض الكتب أن عيسى ﵇ قال: "يا معشر الحواريين: كَلِّمُوا الله ﷿ كثيرًا وكلموا الناسَ قليلًا" قالوا: كيف نكلم الله كثيرًا؟ قال: "اخْلوا بمناجاته!؟ اخْلُوا بدعائه؟! ".
خرجه أبو نعيم (^٢).
* * *
وخرج أيضًا بإسناده عن رِيَاحٍ، قال: "كان عندنا رجلٌ يُصَلِّى كلَّ يوم وليلة ألفَ ركعة حتى أُقِعدَ من رجليه فكان يصلي جالسًا كل ليلة ألف ركعة، فإذا صلَّى العصْرَ احتبَى واستقبل القبلة ويقول: عجبت للخليقة كيف أنِسَتْ بسواك؟ بل عجبْتُ للخليقة كيف استنارت قُلُوبُها بذكر سواك؟! " (^٣).
* * *
وقال أبو أسامة: دخلت على محمد بن النضر الحارثي فرأيته كأنه ينقبض فقلت: "كأنك تكره أن تُؤتَى؟ ".
قال: أجل!
فقلت: أو ما تستوحش؟
قال: كيف أستوحِشُ وهو يقول أنا جليس من ذكرني؟!

(^١) الحلية ٢، ٢٢٩ باختلاف يسير.
(^٢) في الحلية ٦/ ١٩٤، ١٩٥.
(^٣) راجع هذا في ترجمة أبي نعيم لرياح في الحلية ٦/ ١٩٢ - ١٩٧ وهو رياح بين عمرو القيسي، المتخشع البكَّاء المتضرع الدَّعَّاء، أبو المهاجر، كان حكيمًا زاهدًا كثير الإنابة إلى الله ﷿.

1 / 135