Jumimar Bayani Akan Tafsirin Alkur'ani

al-Tabari d. 310 AH
177

Jumimar Bayani Akan Tafsirin Alkur'ani

جامع البيان في تفسير القرآن

بجمع تضل البلق في حجراته

ترى ألاكم فيه سجدا للحوافر

يعني بقوله: سجدا: خاشعة خاضعة. ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة:

يراوح من صلوات الملي

ك طورا سجودا وطورا جؤارا

فذلك تأويل ابن عباس قوله: { سجدا } ركعا، لأن الراكع منحن، وإن كان الساجد أشد انحناء منه. القول في تأويل قوله تعالى: { وقولوا حطة }. وتأويل قوله : { حطة }: فعلة، من قول القائل: حط الله عنك خطاياك فهو يحطها حطة، بمنزلة الردة والحدة والمدة من حددت ومددت. واختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم بنحو الذي قلنا في ذلك. ذكر من قال ذلك منهم: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال أنبأنا معمر: { وقولوا حطة } قال الحسن وقتادة: أي احطط عنا خطايانا. حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: { وقولوا حطة }: يحط الله بها عنكم ذنبكم وخطاياكم. حدثنا القاسم بن الحسن، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس: { وقولوا حطة } قال: يحط عنكم خطاياكم. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: { حطة }: مغفرة. حدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: { حطة } قال: يحط عنكم خطاياكم. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال لي عطاء في قوله: { وقولوا حطة } قال: سمعنا أنه يحط عنهم خطاياهم. وقال آخرون: معنى ذلك: قولوا لا إله إلا الله. كأنهم وجهوا تأويله: قولوا الذي يحط عنكم خطاياكم، وهو قول لا إله إلا الله. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قالا: أخبرنا حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة: { وقولوا حطة } قال: قولوا لا إله إلا الله. وقال آخرون بمثل معنى قول عكرمة، إلا أنهم جعلوا القول الذي أمروا بقيله الاستغفار. ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن بن الزبرقان النخعي، ثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: { وقولوا حطة } قال: أمروا أن يستغفروا. وقال آخرون نظير قول عكرمة، إلا أنهم قالوا القول الذي أمروا أن يقولوه هو أن يقولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم. ذكر من قال ذلك: حدثت عن المنجاب، قال: ثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: { وقولوا حطة } قال: قولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم. واختلف أهل العربية في المعنى الذي من أجله رفعت الحطة، فقال بعض نحويي البصرة: رفعت الحطة بمعنى «قولوا» ليكن منكم حطة لذنوبنا، كما تقول للرجل سمعك. وقال آخرون منهم: هي كلمة أمرهم الله أن يقولوها مرفوعة، وفرض عليهم قيلها كذلك.

وقال بعض نحويي الكوفيين: رفعت الحطة بضمير «هذه»، كأنه قال: وقولوا هذه حطة. وقال آخرون منهم: هي مرفوعة بضمير معناه الخبر، كأنه قال: قولوا ما هو حطة، فتكون حطة حينئذ خبرا ل«ما». والذي هو أقرب عندي في ذلك إلى الصواب وأشبه بظاهر الكتاب، أن يكون رفع حطة بنية خبر محذوف قد دل عليه ظاهر التلاوة، وهو دخولنا الباب سجدا حطة، فكفى من تكريره بهذا اللفظ ما دل عليه الظاهر من التنزيل، وهو قوله: { وادخلوا الباب سجدا } كما قال جل ثناؤه:

وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم

[الأعراف: 164] يعني موعظتنا إياهم معذرة إلى ربكم. فكذلك عندي تأويل قوله: { وقولوا حطة } يعني بذلك: { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية... وادخلوا الباب سجدا وقولوا } دخولنا ذلك سجدا { حطة } لذنوبنا، وهذا القول على نحو تأويل الربيع بن أنس وابن جريج وابن زيد الذي ذكرناه آنفا. وأما على تأويل قول عكرمة، فإن الواجب أن تكون القراءة بالنصب في «حطة»، لأن القوم إن كانوا أمروا أن يقولوا: لا إله إلا الله، أو أن يقولوا: نستغفر الله، فقد قيل لهم: قولوا هذا القول، ف«قولوا» واقع حينئذ على الحطة، لأن الحطة على قول عكرمة هي قول لا إله إلا الله، وإذ كانت هي قول لا إله إلا الله، فالقول عليها واقع، كما لو أمر رجل رجلا بقول الخير، فقال له: «قل خيرا» نصبا، ولم يكون صوابا أن يقول له «قل خير» إلا على استكراه شديد. وفي إجماع القراء على رفع «الحطة» بيان واضح على خلاف الذي قاله عكرمة من التأويل في قوله: { وقولوا حطة }. وكذلك الواجب على التأويل الذي رويناه عن الحسن وقتادة في قوله: { وقولوا حطة } أن تكون القراءة في «حطة» نصبا، لأن من شأن العرب إذا وضعوا المصادر مواضع الأفعال وحذفوا الأفعال أن ينصبوا المصادر، كما قال الشاعر:

أبيدوا بأيدي عصبة وسيوفهم

Shafi da ba'a sani ba