Jumimar Bayani Akan Tafsirin Alkur'ani
جامع البيان في تفسير القرآن
بمعنى طاف الخيال لماما وأين هو منك. وكما قال جل ثناؤه في كتابه:
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا قيما
[الكهف: 1-2] المعنى: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وما أشبه ذلك. ففي ذلك دليل شاهد على صحة قول من أنكر أن تكون «بسم الله الرحمن الرحيم» من فاتحة الكتاب آية.
[1.4]
قال أبو جعفر: القراء مختلفون في تلاوة «ملك يوم الدين»، فبعضهم يتلوه: «ملك يوم الدين»، وبعضهم يتلوه: { مالك يوم الدين } وبعضهم يتلوه: { مالك يوم الدين } بنصف الكاف. وقد استقصينا حكاية الرواية عمن روي عنه في ذلك قراءة في «كتاب القراءات»، وأخبرنا بالذي نختار من القراءة فيه، والعلة الموجبة صحة ما اخترنا من القراءة فيه، فكرهنا إعادة ذلك في هذا الموضع، إذ كان الذي قصدنا له في كتابنا هذا البيان عن وجوه تأويل آي القرآن دون وجوه قراءتها. ولا خلاف بين جميع أهل المعرفة بلغات العرب، أن الملك من «الملك» مشتق، وأن المالك من «الملك» مأخوذ. فتأويل قراءة من قرأ ذلك: { مالك يوم الدين } أن لله الملك يوم الدين خالصا دون جميع خلقه الذين كانوا قبل ذلك في الدنيا ملوكا جبابرة ينازعونه الملك ويدافعونه الانفراد بالكبرياء والعظمة والسلطان والجبرية. فأيقنوا بلقاء الله يوم الدين أنهم الصغرة الأذلة، وأن له دونهم ودون غيرهم الملك والكبرياء والعزة والبهاء ، كما قال جل ذكره وتقدست أسماؤه في تنزيله:
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
[غافر: 16] فأخبر تعالى أنه المنفرد يومئذ بالملك دون ملوك الدنيا الذين صاروا يوم الدين من ملكهم إلى ذلة وصغار، ومن دنياهم في المعاد إلى خسار. وأما تأويل قراءة من قرأ: { مالك يوم الدين } ، فما: حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس: { مالك يوم الدين } يقول: لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما كملكهم في الدنيا. ثم قال:
لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا
[النبأ: 38] وقال:
وخشعت الأصوات للرحمن
Shafi da ba'a sani ba