============================================================
الحال، وتشتت البال، وكثرة الملال وفرط البلبال، فكلما اعتذرت إليه وتبينت عذري بين يديه لم يفد الاعتذار إلا تكرار الطلب والإصرار، فلم يسعني إلا المسارعة والبدار إلى الامتثال والاثتمار، على أني مولع بخدمة هؤلاء الفحول، ومجبول على حبهم وتلقي ما ورد عنهم بالقبول، معتقدا فيهم علو الشأن والرتبة، و إن لم أفز حقا إليهم بنسبة ما قيل (4): أحب الصالحين ولست منهم رجاء(2) أن أنال بهم الشفاعة و أكره من بضاعته(3) المعاصي و إن (4) كنا سواء في البضاعة وكان الإشارة الي في ذلك، وتعريفي لأجل ما هنالك، من الأخ الصفي والخل الوفي آليفي منذ كنت طفلا، وحليفي إذ صرت كهلا، من شاع فضله في دقائق العلوم وحقائق الفنون، ونزل من أعيان أبناء عصره منزلة الأناسي من العيون احب احبائي وأخص أخواني وأخلائي، الحسيب النسيب، والأديب الأريب، شهاب الدين السيد محمود افتدي الآلوسي، غمره الله بلطفه القدسي، ووافقه في تلك الإشارة، وأيد ما ذكره من العبارة، الورع الزاهد، والتقي العابد، ذو الأعراق الهاشمية، والأخلاق المرضية السيد الذي أضحت سيادته ظاهرة العنوان، والشريف الذي هو لغاية الشرف كالنان إمام العصبة الحنفية في الحضرة القادرية، وخطيب أهل السنة السنية في تلك السدة العلية، عمدة أولي الألباب السيد عبد الوهاب لا زال تحفه المواهب وتحن له العواقب وحثني عليه كما يحشي لتكميل العلم على الجد والاجتهاد، من هو مني بمنزلة الروح والفؤاد نخبة أولي النباهة، وزبدة ذوي الوجاهة، ذو الفضائل التي ملات كل واد، الفواضل التي تضوع كالمسك في كل ناد، ولي الإمامة في سدة إمامنا أبي (6) البيتان للامام الشانعي، ديوانه بتحقيق محمد عفيف الزعيبي ص 86.
(2) في الديوان : لعلي أن..
(3) في الديوان: تجارته.
(4) ني الديوان: ولو كنا.
Shafi 25