242

============================================================

الحاضرين، وجاء يشق التاس حتى وقف عليه وغظى رآه بكمة وفي رواية عبد الرزاق بمنديله، فاذا هو بصحراء متسعة فيها نهر عندها شجرة، فعلق فيها مفاتيح كانت في وسطه وأزال حقنته، وتوضأ من ذلك النهر وصلى ركعتين، قلما سلم منها رفع الشيخ الغطاء عنه فإذا هو في المجلس وأعضاؤه مبتلة بالماء لا حقنة به والشيخ يتكلم على الكرسي، كان لم ينزل، وتفقد مناتيحه فلم يجدها معه، ثم بعد مدة جهز قافلة إلى بلاد العجم، وساروا من بغداد أربعة عشر يوما، ونزلوا منزلا من برئة فيها نهر، قذهب فيها ليزيل حقنته فقال: ما أشبه هذه الصحراء، بتلك الصحراء وهذا النهر بذلك النهر، وتذكر شأنه ذلك في ذلك اليوم فإذا هو بذلك النهر وتلك الشجرة ومفاتيحه معلقة فيها، فلما رجعوا إلى بغذاد، إلى الشيخ عبد القادر ليخبره بذلك، فأمسك الشيخ بإذنه قبل أن يخبره شيء وقال: يا أبا المعالي لا تذكرة لأحد وأنا حي، فلازم خدمته إلى ان مات.

اال وروي عن أبي الفضل أحمد ابن القاسم بن عبد الله بن عبد اللطيف الحراني، قال: كان الشيخ عبد القادر يتطلس ويلبس لباس العلماء، ويلبس الرفيع من القماش، ولقد أتانى خادمه منة ثمان وخمسين وخمسمائة بذهب وقال: أريد خرقة ذراعها بدينار لا يزيد حبة ولا ينتص حبة، فأعطيته وقلت: لمن هي؟ فقال: لسيدي محي الدين رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما ترك الشيخ للخليفة من اللباس: فلم يتم خاطري حتى وجدت مسمارا في رجلي، وشاهدت من آلمه الموت، واجتمع الناس علي لينزعوه فلم يستطيعوا، فقلت: احملوني إلى الشيخ، فلما طرحت بين يديه، قال: يا أبا النضل كم تتعرض عليك بباطنك، وعزة المعبود ما لبسته حتى قيل لي: بحقي عليك البس قميصا ذراعه دينار ويا أبا الفضل هذا كفن وكفن الميت يحمل بعد موته فكيف بعد آلف موته، ومر بيده على رجلي، فذهب الممار والألم لوقته، والله ما أدري من أين جاء ولا اين راح، ولا رأيته في رجلي، وقمت أعدر فقال الشيخ: اعتراضه علينا شكل له بصورة المسمار.

وقال غير واحد: كان الشيخ يلبس لباس العلماء، ويتطيلس ويركب

Shafi 242