238

============================================================

خرجت عن حقي فيه لله عز وجل ولك فقبله الشيخ وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق، فدخلت أمه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع اال والسهر، ووجدته يأكل في قرص من الشعير، فدخلت على الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد اكلها، فقالت: يا سيدي آنت تاكل الدجاجة وولدي يأكل خبز الشعير، فوضع الشيخ يده على تلك العظام وقال: قومي باذن الله الذي يحي العظام وهي رميم، فقامت الدجاجة وصاحت، وقال الشيخ إذا صار ابنك هكذا فلياكل ما شاء(4).

قالوا: ومرت في مجلسه حدأة طاثرة في الجو في يوم شديد الريح فشوشت على الحاضرين، فقال يا ريح خذي رأس هذه الحدأة، فوقعت في وقتها بناحية فتزل الشيخ من الكرسي وأخذها بيده، وأمر يده الأخرى عليها فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، فحييت بإذن الله وطارت، والناس يشاهدون ذلك، وروي عن الشيخ صالح أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد القدسي، قال: ركب الشيخ محي الدين عبد القادر وأتى إلى جامع المنصور ثم رجع إلى مدرسته، وكشف الطرحة عن وجهه، وألقى بيده عن جبينه عقربا فسعت على الأرض فقال لها: موتي، فماتت مكانها ثم قال: يا أحمد إن هذه ضربتي من الجامع إلى هنا ستين ضربة.

قال: وشكوت إليه مرة الفاقة والعيال من الغلاء الذي نزل ببغداد، فاخرج إلى أوية من بر، وقال ضعها في كوارة، وشد رأسها وافتح في جانبها وأخرجوا منه واطبخوا ولا تغيروه فأكلنا مدة خمس سنين، ثم فتحته فوجدته على حاله أول مرة، ونفذ في سبعة أيام، فقلت للشيخ فقال: لو تركتموه لاكلتم فيه إلى أن تموتوا ال ورري مسندا عن الشيخ أبي عمر وعثمان الصيرفي والشيخ أبي محمد عبد الحق الحريمي، قالا كنا عند شيخنا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه بمدرسته، وفي يوم الأحد ثالث صفر سنة خمس وخمسين وخمسماثة، فقام (4) الخبر في مرآة الجنان لليافعي 356/3.

Shafi 238