============================================================
الرفيعة الشأن. وأجلسه على سرير تلك الخلافة العامة، ورفعه على عرش المطهرية التامة، وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا الشيطان ثم أوجد ذريته منقسمة إلى أقسام ومتفرقة إلى فرقي واقوام، ووهب كلا بحكمته الأزلية ما يليق باستعداده التام، فلم يكن في الإمكان أبدع مما كان فجعل منهم رسلأ وأتبياء، وصير صدورهم حياض ورياضر الاصطفاء، وقلوبهم حداثق حقاثق أسرار الإيحاء، ونضر عالم الشهادة بأزهار شرانعهم، وكساه حلل البهاء، ونور بأنوار طرائقهم أرجاء الأرض والسماء، وأروى من مناهل سننهم كل وارد وضمآن. واختار منهم من نما شرفا وفضلا. وسما جنسا ونوعا وفضلا . وزكي نفسا وفرعا وأصلا. أول المظاهر الكاملة، وأكمل النفرس الفاضلة عنصر التعينات المفاضة النازلة، للفصل والفرقان.
المسرى به على براق الجذب والحب إلى حضرات القدس والقرب، فشرف بأسفل نعليه علو قدر كيوان المنادي بأشرف الأوصاف والنعوت، المشافه بالمكالمة في قاب قوسين أو أدنى من حضرة اللاهوت، المتلذذ في تلك الحضرة بالشهود والعيان، الخاتم الذي هو لديوان الرسالة أشرف عنوان والمقطع الذي لقصيدة النبوة مطلع لا يغي ببديع معاني حسنه بيان، المراد(1) الذي لظهوره دارت الأفلاك، ولنوره سجدت الأملاك، ولأجله رفع عن أمته الخطأ والنسيان، والمريد(2) الذي أعطي بلا سؤال، ونال نعيم الوصال، وما قيل له لن تران. محمد الذي عجز عن إحصاء أوصافه أولو الفصاحة واللسان، وكل عن إدراك حقيقة ذاته ذور العقول والأذهان، صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما داثمين إلى مدى الأزمان. وجعل من أمم هؤلاء الأكارم محبويين أتتهم يد الحب والجذب من عالم الغيب، وأخذت بأيدي قلوبهم عن مضائق مسالك الريب. وعرج بهم الى منابر () المراد، مصطلح صوني فحين يصل المريد الى الدرجة التي يكون فيها أفعاله خالصة لله رحته ولطفه؛ معبم ألفاظ الصوفية صر 263 وجاهد حتى تولته رعابة الله تعالى (معجم الفاظ الصوفية ص 263).
Shafi 20