قيل له: الإيمان هو الطاعة لله فيما أمر به، والتصديق لذلك، فلما كان المؤمن هو المطيع لله المصدق بما أمر كان مؤمنا، ومنه الأمن، وهو في اللغة: التصديق. قال الله: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}، وقال قوم هود: {وما نحن لك بمؤمنين}. أي: بمصدقين.
وقال إخوة يوسف لأبيهم: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}، يعنون: بمصدق لنا فيما قلنا.
والإيمان: التصديق في اللغة، وهو الطاعة لله، ويدل على أنه الطاعة قوله الله: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون *الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}، فذلك أن الإيمان هو التصديق بالطاعة والعمل بها، فمن ترك شيئا من ذلك، أو ركب ما حرم الله عليه، أو ترك ما أوجب الله عليه خرج من الإيمان ولحق بضده، فافهم ذلك إن شاء الله؛ لأن ضد الإيمان هو الكفر، وقد قال: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}.
Shafi 71