وأما من تاب توبة نصوحا، وتاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى فذلك مغفور له كما قال الله ورسوله ^، وقد قال الله تعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما * وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما}.
والله أصدق الصادقين، قد أوجب المغفرة والرحمة، وهو أنه يرحمهم ويغفر لهم إذا تابوا من قريب قبل أن ينزل بهم الموت، /39/ ولم يجعل التوبة لمن مات كافرا، ولا لمن أصر حتى يحضره الموت، فقد بين أن الوعد لكل من لقي الله مؤمنا تائبا كما قال، لا خلف لوعده، وأن العذاب الأليم لمن مات مصرا غير تائب، ولقي الله على الكفر.
فالله تعالى قد أوعد أهل النار النار، ووعد أهل الجنة الجنة، فلا خلف لوعده، وقد قال ممتدحا أن لا أحد أصدق منه قيلا: {ومن أصدق من الله قيلا}، وما وعد من خير، وأوعد من شر فهو كائن كما قال: {لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}.
Shafi 53