198

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Nau'ikan

وإذا كان علي والعباس مقرين له بالإمامة والخلافة ثبتت، وإذا كانت الإمامة لا تخرج من هؤلاء الثلاثة وقد كانا في كافة المسلمين وجب أن يكون إماما مفترض الطاعة، وقد نطق القرآن بإمامة الصديق، ودلت على إمامة الفاروق، وذلك قوله الله - عز وجل - في سورة التوبة للقاعدين عن نصرة نبيه والمتخلفين عن الجهاد معه: {فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين}، وقال في سورة الفتح: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا} يعني بقوله: {فقل لن تخرجوا معي أبدا}، ثم قال: {كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا}، ثم قال: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما}. /143/

وقد علمنا أن الداعي لهم غير النبي ^، لقوله: {فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا}، وقال في سورة الفتح: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}، فمنعهم الله من الخروج مع نبيه، وجعل خروجهم تبديلا لكلامه.

ويجب أن الداعي الذي أمر باتباعه يدعوهم بعد رسول الله، وقد دعاهم أبو بكر وعمر إلى قتال أهل الردة، وقتال أهل اليمامة، والروم، ومن منع الصدقة.

وقد قال الناس في القوم الذين أولو بأس شديد: - فارس والروم.

Shafi 198