قيل له: إن الله لم ينزل في كتابه بيان شيء من ذلك، وقد قال: {لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان}، وقال: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}، فحرم ولاية أهل المعصية.
وقد قال النبي ^ على ما روي عنه: «يا بني هاشم: إني لا أغني عنكم من الله شيئا، فإن لكل امرئ ما اكتسب».
ولم نجد في التلاوة أوصياء للنبي ^، ولا اتفق الناس على أوصياء منصوص عليهم، وإنما وصف أصحاب النبي والذين اتبعوهم بإحسان، فثبت الاتباع لهم، ولمن عمل بمثل عملهم من الإحسان، ولم يقل: وصي بعد وصي، ولا أوصياء.
وقال: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين} على ما خانتا زوجيهما، فمن خان الله وخان رسوله ^ أوجب الله له النار.
وقال: {وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر أخرى}، وقال: {لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق}، فمن قال بخلاف ذلك فقد خرج من الحق، وولاه الله ما تولى. /140/
وقال في ولاية الظالمين: {لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء}، وقال: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين}، وقال: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} فحرم بهذا ولاية الكافرين.
Shafi 194