184

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Nau'ikan

والبراءة ممن زعم أن كل دار يحكم فيها بغير ما أنزل الله، فإن الله لا يقبل من أحد فيها حسنة، ولا يستوجب فيها أحد ثوابا، ولا يغفر فيها لأحد خطيئة، وأن الله لا يعذر أحدا بالمقام فيها حتى يهاجروا، وأن الميت والقتيل في غير هجرتهم مشرك كافر، وأن القاتل والزاني والقاذف والسارق وصاحب الموبقات في دار هجرتهم مسلمون، وأن لهم الثواب عند الله، وأن دار الهجرة زعموا أن ليس فيها منافق ولا فاسق، وأن ليس فيها ما كان في دار رسول الله ^، مع إنكارهم الرجم، وجلد شارب الخمر، وقتلهم من أخطأ محبتهم، وهم الأزارقة، وصنوف الخوارج. وهذا خروج من الحق، وخلاف/133/ لما جاء عن الرسول والمسلمين، وسنبينه -إن شاء الله-.

والبراءة ممن زعم أن أهل الكبائر لا مؤمنون ولا كافرون، وأن الله يعذب غير الكافرين، مع قولهم: إن الله لم يخلق أعمالهم، وإنهم هم خلقوها، وإن الله لا يهدي المؤمنين ولا يخصهم منه برحمة، وإن الهدى إليهم والضلال، فأيهما شاءوا أخذوا، وأن ليس لله في أعمال العباد مشيئة، وأنهم عملوا خلاف ما شاء الله، مع ولايتهم أهل الأحداث من أهل رأيهم وغيرهم، وهم القدرية وصنوفها، وقد بينا الحجة عليهم فيما تقدم من ذلك لأهل القدر في كتابنا.

والبراءة ممن زعم أن الله جبر العباد على الطاعة والمعصية، وأن الله لم يكن عالما بالأشياء قبل أن تكون، وهم الجهمية وأشياعهم، وقد بينا الحجة في مثل هذا في الرد والعلم والجبر فيما تقدم من ذلك.

والبراءة ممن برئ من المسلمين، وطعن في دينهم.

والبراءة ممن وقف عن المسلمين ولم يتولهم، والرضى بدين المسلمين، والشهادة لهم، والولاية والتسليم لأمرهم، والقناعة بهم دون سواهم.

هذا من تفسير بعض الجملة التي دعا إليها رسول الله ^.

فإن قال: أخبروني عن الحجة في الولاية للمسلمين؟

Shafi 184