171

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Nau'ikan

قيل له: إن الله تعالى قد أنزل الرزق لعباده /123/ وأمرهم بالابتغاء من فضله، وكما قال: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله}.

وأنزل من ذلك ما يشاء، ولم يبسط الرزق لعباده كيف يشاء؛ لأنه قال: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض}، وذلك كما قال: {ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير}.

وقال: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته}، وأمر بالابتغاء من فضله من الحلال، ونهى عن الحرام، فكل من كسب الحلال الذي أمر الله به، فقد كسب رزق الله الذي رزقه حلالا طيبا.

كما قال: {كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان} من كسب الحرام.

ومن أكل حلالا أثابه عليه؛ لأنه ابتغى ما أمره به، ومن كسب الحرام واتبع خطوات الشيطان وأكل ما حرمه الله عليه أكل رزق الله حراما مما غذى به جسده، وأكل الحرام الذي نهاه الله عنه، وعاقبه على ما نهاه، لا على ما خلق الله له من الرزق؛ لأنه خالق الأرزاق كلها، ثم نهى عن شيء وأمر بشيء، ونهى عن الظلم وأحل الحلال.

فمن كسب الحرام وأكل الحرام فقد كسب ما نهاه الله عنه من الحرام، ومن أكل الحرام فقد غذى به جسده من رزق الله حراما، وليس أنه رزق هو ذلك نفسه، ولا غذى جسده بما لم يرزقه من غذاء جسده؛ لأنه خلق الأرزاق، وملك الأموال، وحرم الحرام، وأمر بالحلال والابتغاء من فضله.

فمن تعدى حدوده فقد كسب حراما مما نهاه عنه، وليس ذلك ملكا لمن كسبه، ومن غذى جسده بالحرام فقد أكل مال غيره مما غذى به جسده حراما، رزق الغذاء لا رزق ملك ولا مباح، وبالله التوفيق.

مسألة: [في الإيمان]

- وسأل عن: الإيمان؟

Shafi 171