15

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Nau'ikan

فإن قال: وما معنى قولكم: عظيم؟

قيل له: معنى ذلك: عظيم الشأن والمنزلة.

فإن قال: وما معنى قولكم: حكيم؟

قال: هو من طريق العلم بمعنى عليم، وقد يكون في الفعل متقنا.

فإن قال: أفتقولون: لم يزل حكيما؟

قيل له: نعم، لم يزل حكيما عليما؛ لأن الحكيم عالم، والعالم حكيم، فهو الحكيم من طريق أنه العليم.

فإن قال: أفتسمونه جوادا؟

قيل له: نعم، كذلك قال: «إنه جواد كريم»، وقد يكون الجود والكرم في البذل، وقد يكون في النفس، فنسميه كما وصف نفسه أنه الجواد الكريم، ولو لم نصفه بذلك لكنا قد وصفناه ||تعالى|| بضد ذلك، فلما نفينا عن الله تعالى الأضداد وصفناه بأنه الجواد الكريم في الأزل.

مسألة: [وصف الله بالعدل]

- وسأل فقال: أتقولون: إن الله عادل؟

قيل له: نعم، ولو لم نصفه بالعدل لكان موصوفا بضده، فلما نفينا عنه أن يكون جائرا وصفناه عادلا.

فإن قال: فما معنى العدل؟

قيل له: هو فعل ما له أن يفعله في الحكمة، وإعطاء المستحق ما يجب له، والجور: ضد العدل، وهو منع المستحق ما يجب له، فلما نفينا عن الله الأضداد وصفناه عادلا.

فإن قال: أفتقولون: إن الله حق؟

قيل له: نعم، كذلك قال: {[ب]أن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير}. فهو الحق على ما وصف نفسه في كتابه، ولو لم نصفه بأنه الحق لوصفناه بضده، والأضداد عن الله منفية.

وكذلك هو صادق الوعد، والقول كما قال: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}، وقال: {ومن أصدق من الله قيلا}. /11/

فالله أصدق القائلين، فنصفه كما وصف نفسه، لا نجاوز ذلك ولا نعدوه إلى غيره، وننفي بذلك عنه الأضداد، تعالى ربنا وجل.

ومعنى الصادق: أن يكون مخبره على ما أخبره، وضده أن يكون مخبره على خلاف ما أخبره.

Shafi 15