Jamic Ibn Baraka

Ibn Baraka d. 362 AH
198

Jamic Ibn Baraka

جامع ابن بركة ج1

Nau'ikan

يريد بذلك الخيط والعقاص الوكاء، فجرى هذا المعنى من النبي صلى الله عليه وسلم في النوم الذي ينقض الطهارة منه في معنى قول الله تعالى: { ?حرمت عليكم الميتة } (¬1) ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : (إنما حرم أكلها) (¬2) فصار المحرم منها مخصوصا، كذلك النوم الذي ينقض الطهارة منه مخصوص بالاضطجاع والله أعلم.

والوضوء لا يجب مما مسته النار، فإن قال قائل: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مما مست النار، قيل له: الوضوء في لغة العرب مأخوذ من النظافة. الدليل منه قول الشاعر:

مساميح الفعال ذوو أناة مراجيح وأوجههم (¬3) وضاء.

يريد من النظافة، فقد يمكن أن يكون المراد بالوضوء في النظافة في هذا الموضع وهو غسل اليد استحبابا لا إيجابا، فلسنا نوجب فرضا بغير دليل، ولو كان موجبا للوضوء الذي للصلاة كان ما روي عنه من غير هذا الموضع معارضا له، وذلك أنه أتى بكتف موربة، والموربة الموفرة فأكل منها ولم يتوضأ، والموربة هي الموفرة غير الناقصة في اللغة، ويدل على ذلك قول بعض الشعراء: وكان لعبد القيس عضو مؤرب.

يعني تاما غير ناقص. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي بسويق فشربه، ومضمض فاه وصلى؛ وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا وضوء من طعام أحل الله أكله) (¬4) ، والوضوء بفتح الواو اسم الماء الذي يتوضأ به، والوضوء بضم الواو اسم الفعل. وكذلك السحور بفتح السين اسم الطعام الذي يؤكل في السحر، والسحور بضم السين اسم الفعل. والوقود بفتح الواو اسم الحطب، والوقود بضم الواو اسم اللهب. قال الله تعالى: ? { قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } (¬5) ، يريد حطبها والله أعلم، ومنه قول الشاعر:

¬__________

(¬1) المائدة: 3.

(¬2) متفق عليه.

(¬3) في جميع النسخ وواجههم.

(¬4) رواه أبو داود.

(¬5) التحريم: 6.

Shafi 198