وقال خارجة بن فُلَيْح المللىُّ، يمدح أبا بكر بن عبد الله ابن مصعب:
بين البُرُوج أبو بكْرٍ ووالدُهُ ... حيث استوَى فوقَ طَرْف الناظِر القَمرُ
في منزلٍ بين مَضْحَى الشمسِ مُعْتَدِلٍ ... ومَخفَقِ النجْم يَعشُو دونَه البَصَرُ
أنتَ الإمامَ الذي بالبرّ نعرفُهُ ... اِعتامَهُ لدَوامِ النِّعْمة القَدَر
يوماك يومٌ تَعُمُّ الناسَ رأْفتُهُ ... ويومُ حُكْم لدين الله مُنْتَصِرُ
كم من يدٍ لكَ لا تَبْلَى صنيعَتُها ... مَرْهوبة الثَّدْى مَعْلولٍ بها البَشَرُ
تُضْحِى لديكَ جنودُ الرأيِ عاكفةً ... يعتامُها عكَرٌ من خلفها عَكَرُ
تسمُو بك الأرضُ عُلْوًا في مناكبها ... حيث انتَحَى بكَ من أقْطَارها قُطُرُ
أكرِمْ بأوَّلكُمْ في الناس من سَلَفٍ ... والآخِرينَ إذا ما عُدَّت الأخَرُ
إن يسبقُوك أبا بكرٍ بأسِّهِمُ ... تحت البِناء فقد شَيَّدتَ ما عمَرُوا
مُرَفَّهُ الشَّأْوِ سَبَّاق على مَهَلٍ ... مُسْتحصِدُ الرأيِ لا كَهْلٌ ولا غُمُرُ