البلغة في تراجم أئمة الأدب والنحو ص
Shafi da ba'a sani ba
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين بين يدي الكتاب: الحمد لله كفاء الواجب وزيادة، يرضى به عنا، ويتقبله منا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه. وبعد: فكتاب البلغة أحد مصنفات العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي المتوفى سنة 817. ويتناول تراجم أئمة النحو واللغة حتى عصر المؤلف. وهو يضم أكثر من أربعمائة ترجمة لشعراء وأدباء وفقهاء ومؤدبين، كانوا قبل ذلك نحويين أو لغويين. وقد سلك المصنف في عرض ذلك سبيل الإيجاز والشمول والدقة والتنوع، ولا تخلو ترجمة من خبر أو فائدة أو متعة. والكتاب طبع أول مرة من وزارة الثقافة السورية سنة 1972م، فكان بلغة للباحث في التراث العربي، في مجال التراجم والتاريخ للنحاة واللغويين. ثم طبع في مركز المخطوطات والتراث بالكويت سنة 1987م، وكان يرجو المحقق رحمه الله تعالى أن تكون هذه الطبعة قد تقدمت خطوة على طريق الكمال، وأن تخرج في أبهى حلة خالية من العيوب والأخطاء، لا سيما أنه ضم إليها ما يستفيد به القارئ، وأشار إلى ما يبعد عنه الغموض، ولكن هذه الطبعة لم تحقق ما كان يرجوه ويأمله، فهي لم تراجع على ما كتبه، فوقع فيها التصحيف، وجاءت خالية من الفهارس، فكان له استدراكات وتصحيحات على بعض تلك الطبعة، بقيت بخط يده. 5 364 1.127 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة عملي في هذه الطبعة عملي في هذه الطبعة: بدأت أنظر في صفحات هذا الكتاب، أصحح وأنقح ما يحتاج إلى تصحيح أو تنقيح، وهي نظرة لا بد منها قبل إعادة طبعه، ثم قمت بإثبات تعليقات واستدراكات وتصحيحات كان قد كتبها بخط يده المحقق محمد المصري رحمه الله، مستفيدا مما عثر عليه من مصادر مخطوطة، ومن ملاحظات الفضلاء وذوي العلم. ثم عرفت ما تشابه من أسماء بعض الكتاب ذكرها المصنف، فأوضحت تسميتها إن كانت مبهمة، وأكملتها إن كانت ناقصة، ونسبتها إلى أصحابها، بالرجوع إلى المصادر التي تتعلق بها.
Shafi da ba'a sani ba
وثمة أعلام لم تعرف جاءت في خلال ترجمات كثيرة، فعرفت بها باختصار، وإذا كان قد ترجم لها المصنف أحلت القارئ إلى رقم الترجمة، ومن اختصر المصنف في ترجمته عدت إلى بعض المصادر، وزدت تعريفا به في الحاشية، ما وجدت إلى ذلك سبيلا، حتى يستغني القارئ بهذا الكتاب. وكتبت مدخلا تناولت فيه لمحة تاريخية موجزة عن النحو ومدارسه وأبرز أعلامه الذين ترجم لهم المصنف. وختمت العمل بوضع فهارس جديدة للتراجم ولمصادر البحث والتحقيق. أسأل الله عز وجل أن يلهمني السداد في القول والإخلاص في العمل، وأن يجعل ما بذلته من جهد متواضع خالصا لوجهه، وأن يتجاوز عما فيه قصرت، وأسأله أن يجزي مصنفه ومحققه خيرا. ومن الله أرجو العون والتوفيق، والحمد لله رب العالمين. دمشق في 1/ 8/ 1420 ه 9/ 11/ 1999م حسان أحمد راتب المصري. 7 364 1.128 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مدخل في مدارس النحو وأعلامها مدخل في مدارس النحو وأعلامها: المدرسة البصرية: عنيت البصرة قبل غيرها بالنحو، فوضعت قواعده وأصوله. وكان ابن أبي إسحاق الحضرمي المتوفى سنة 117 أول نحوي بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، اشتق قواعده، وقاس وعلل. ثم جاء عيسى بن عمر الثقفي المتوفى سنة 149 وأبو عمرو بن العلاء المتوفى سنة 154، ويونس بن حبيب المتوفى سنة 182 الذين تقدموا خطوات هامة في هذا المجال.
Shafi da ba'a sani ba
ويعود الفضل إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة 175 في إقامة صرح النحو والصرف وأصولهما ورفع قواعدهما، التي ثبتت رغم الاختلاف الذي ظهر بين النحاة والمدارس، وقد اعتمد الخليل على السماع والتعليل والقياس. ومن ثم إلى سيبويه المتوفى سنة 180 الذي سجل في كتابه تلك الأصول والقواعد واستعمالاتها وأساليبها في كلام العرب. ثم أتى الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المتوفى سنة 211 الذي لزم سيبويه وروى عنه كتابه وخالفه في كثير من المسائل، وتبعه محمد بن المستنير قطرب المتوفى سنة 206 في كثير من الآراء وأبو عمرو الجرمي المتوفى سنة 225 الذي لزم الأخفش، وأخذ عنه كل ما عنده، وكانت له بعض الآراء الصرفية خالف فيها سيبويه. وأما أبو عثمان المازني المتوفى سنة 249 فقد أصبح بعد وفاة الأخفش والجرمي عالم البصرة، وقام بالفصل بين النحو والصرف، فنظم قواعد الصرف ومسائله الخاصة، حتى جعله علما مستقلا بأبنيته وقياساته، بعد أن كان مختلطا بعلم النحو في كتاب سيبويه، ثم لمع نجم تلميذه المبرد المتوفى سنة 285 وأصحابه أبي إسحاق الزجاج المتوفى سنة 310 وأبي بكر بن السراج المتوفى سنة 316 وأبي سعيد السيرافي المتوفى سنة 368 الذين أصلوا جذور المدرسة البصرية ومدوا فروعها للغاية. 9 364 1.129 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مدخل في مدارس النحو وأعلامها المدرسة الكوفية: انشغل علماء الكوفة بادئ الأمر بالفقه ووضع أصوله ومقاييسه، وأذكر هنا أبا حنيفة النعمان، وعنوا بالقراءات ورواياتها، حتى اشتهر منهم عاصم وحمزة والكسائي، واهتموا أيضا برواية الأشعار، فتركوا المجال لعلماء البصرة الذين حازوا فضل السبق في علم النحو والصرف.
Shafi da ba'a sani ba
ولكن سرعان ما رغب علماء الكوفة بهذين العلمين، فكان أبو جعفر الرؤاسي المتوفى سنة 187 أول كوفي ألف في النحو، والذي أخذ العلم في البصرة عن أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر الثقفي. ثم ظهر الكسائي المتوفى سنة 189 الذي أخذ العلم من حلقات أئمة البصريين، ثم رجع إلى الكوفة فوضع أسس المدرسة الكوفية التى اعتمدت على الاتساع في رواية الأشعار والأقوال والقراءات الشاذة والقياس على الشاذ والنادر في اللغة، مخالفا بذلك البصريين في القواعد بآراء لا يقويها شاهد وربما رفض المسموع والشائع. وتبعه بذلك تلميذه الفراء المتوفى سنة 207 متسعا بهذه الجوانب ومتزودا بقدرة ثقافية كلامية فلسفية، أقدرته على الاستنباط والتحليل والاحتيال للآراء، وهشام بن معاوية الضرير المتوفى سنة 209، ثم جاء ثعلب أحمد بن يحيى المتوفى سنة 291 الذي أخذ عن الفراء كل ما كتب وقرأ كتاب سيبويه، وأخذ عن الأخفش الأوسط، حتى تبحر في مذهبي البصرة والكوفة. واشتهر بعد وفاته من تلاميذه كثيرون، من أمثال أبي موسى سليمان بن محمد المعروف بالحامض، الذي جلس بعد موت أستاذه مجلسه، حتى توفي سنة 305، وأبي عمر الزاهد المتوفى سنة 345، وأبي بكر بن الأنباري المتوفى سنة 328، ثم جاء أحمد بن فارس المتوفى سنة 395، الذي مد ظلال المدرسة الكوفية إلى حين ابن آجروم الصنهاجي المتوفى سنة 723، الذي كان آخر النحاة ، الذين استظهروا آراء المدرسة الكوفية. 10 364 1.130 results 1.131 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مدخل في مدارس النحو وأعلامها
Shafi da ba'a sani ba
خروف المتوفى سنة 609 وابن عصفور الإشبيلي المتوفى سنة 662 والشلوبين المتوفى سنة 645 وغيرهم. وكان أولئك النحويين يتبعون منهج الانتقاء من آراء نحاة البصرة والكوفة، وربما ذهبوا إلى الفارسي وابن جني، ولكنهم كانوا إلى مذهب البصريين أميل. وكان خاتمة علماء الأندلس ابن مالك الجياني المتوفى سنة 672 صاحب الألفية، الذي جدد في النحو بعض التجديد وتوسع في الاستشهاد بالحديث، ورجح بعض آراء الكوفيين، ولم يصر على آراء البصريين. 12 364 1.132 results 1.133 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب وقد ترجم له كثير من العلماء الذين صنفوا كتبا في تراجم الرجال، نذكر ما وقفنا عليه من هذه الكتب بعد قليل، ولكن يغلب على هذه التراجم الإيجاز والاقتصاد. ولعل ترجمة السخاوي في "الضوء اللامع" أوسع ترجمة وجدت له، وأشمل تأريخ، من عالم له اختصار وشهرة في هذا المضمار، وفوق ذلك فهو قريب العهد به وبأخباره وبمن عاصروه، كما أورد فيها ما قاله فيه كبار علماء عاصروه. فهي ترجمة شاملة ضافية، وقد آثرنا ذكرها هنا لنقف أيضا على طريقة المؤرخين في سرد تراجم الرجال. قال السخاوي في كتابه الضوء اللامع1: "محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل الله بن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن على بن يوسف بن عبد الله، المجد، أبو الطاهر، وأبو عبد الله بن السراج أبي يوسف بن الصدر أبي إسحاق بن الحسام بن السراج الفيروزآبادي الشيرازي واللغوي الشافعي.
Shafi da ba'a sani ba
ولد في ربيع الآخر، وقيل في جمادى الآخرة، سنة تسع وعشرين وسبعمئة بكازرون، من أعمال شيراز، ونشأ بها، فحفظ القرآن وهو ابن سبع وجود الخط، وثم نقل فيها كتابين من كتب اللغة، وانتقل إلى شيراز وهو ابن ثمان وأخذ اللغة والأدب عن والده. ثم عن القوام عبد الله بن محمود بن النجم، وغيرهما من علماء شيراز، وسمع فيها على الشمس أبي عبد الله محمد بن النجم وغيرهما من علماء شيراز، وسمع فيها على الشمس أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني "الصحيح" بل قرأ عليه "جامع الترمذي" هناك درسا بعد درس في شهور سنة خمس وأربعين، وارتحل إلى العراق فدخل واسط، وقرأ بها القراءات العشر على الشهاب أحمد بن على الديواني، ثم دخل بغداد في السنة المذكورة، فأخذ عن التاج محمد بن السباك والسراج عمر بن علي القزويني خاتمة أصحاب الرشيد بن أبي القاسم، وعليه سمع "الصحيح" أيضا، بل قرأ عليه "المشارق" للصغاني، والمحبوبي محمد بن العاقولي، ونصر الله بن محمد بن 1 ج10 / 79-86. 14 364 1.134 results 1.135 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب بدمشق تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أيام، وبعضه قراءة وسماعا على ابن الخباز، والعز بن جماعة والنجم أبي محمد عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن البارزي وأخيه الزين أبي حفص وناصر الدين الفارقي، وجميعه سماعا على الجمال أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المعطي بالمسجد الحرام تجاه الكعبة، وسمع "سنن أبي داود" على أبي حفص عمر بن عثمان بن سالم بن خلف، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يونس بن القواس، وقرأ "الترمذي" أيضا على ابن قيم الضيائية، والنجم أبي محمد بن البارزي، و"ابن ماجه" ببعلبك على الخطيب الصفي أبي الفضائل عبد الكريم والعز بن المظفر، و"المصابيح" على حمزة بن محمد، كما أوضحه في "التاريخ الكبير".
Shafi da ba'a sani ba
ثم دخل زبيد في رمضان سنة ست وتسعين بعد وفاة قاضي الأقضية باليمن كله الجمال الريمي شارح "التنبيه" فتلقاه الملك الأشرف إسماعيل بالقبول وبالغ في إكرامه وصرف له ألف دينار سوى ألف كان أمر ناظر عدن بتجهيزه بها واستمر مقيما في كنفه على نشر العلم فكثر الانتفاع به. وبعد مضي سنة وأزيد من شهرين أضاف إليه قضاء اليمن كله، وذلك في أول ذي الحجة سنة سبع وتسعين، بعد ابن عجيل، فارتفق بالمقام في تهامة، وقصده الطلبة، وقرءوا عليه الحديث، السلطان فمن دونه فاستقرت قدمه بزبيد مع الاستمرار في وظيفته إلى حين وفاته، وهي مدة تزيد على عشرين سنة بقية حياة الأشرف، ثم ولده الناصر أحمد، وكان الأشرف قد تزوج ابنته لمزيد جمالها، ونال منه براو رفعة بحيث إنه صنف كتابا وأهداه له على الطباق فملأها له دراهم، وفي أثناء هذه المدة قدم مكة أيضا مرارا، فجاور بها وبالمدينة النبوية والطائف، وعمل فيها مآثر حسنة لو تمت. وكان يحب الانتساب إلى مكة مقتديا بالرضي الصغاني فيكتب بخطه: الملتجئ إلى حرم الله تعالى. ولم يقدر له قط أنه دخل بلدا إلا وأكرمه متوليها، وبالغ، مثل شاه منصور بن شجاع صاحب تبريز، والأشرف صاحب مصر، والأشرف صاحب اليمن، وابن عثمان ملك الروم، وأحمد بن أويس صاحب 16 364 1.136 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب بغداد، وتمرلنك الطاغية، وغيرهم. واقتنى من ذلك كتبا نفيسة حتى نقل الجمال الخياط أنه سمع الناصر أحمد بن إسماعيل يقول إنه سمعه يقول: اشتريت بخمسين ألف مثقال ذهبا كتبا. وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال، ويخرج أكثرها في كل منزلة، فينظر فيها، ثم يعيدها إذا ارتحل، وكذا كانت له دنيا طائلة، ولكنه كان يدفعها إلى من يمحقها بالإسراف في صرفها، بحيث يملق أحيانا، ويحتاج لبيع بعض كتبه، فلذلك لم يوجد له بعد وفاته ما كان يظن به.
Shafi da ba'a sani ba
وصنف الكثير، فمن ذلك كما كتبه بخطه مع إدراجي فيه أشياء عن غيره: في التفسير: - بصائر ذوي التمييز في الطائف الكتاب العزيز. مجلدان. - تنوير المقياس في تفسير ابن عباس. أربع مجلدات. - تيسير فاتحة الإياب في تفسير فاتحة الكتاب. مجلد كبير. - الدر النظيم المرشد إلى مقاصد القرآن العظيم. - حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص. - شرح قطبة الخشاف في شرح خطبة الكشاف. وفي الحديث والتاريخ: - شوارق الأسرار العية في شرح مشارق الأنوار النبوية. أربع مجلدات. - منح الباري بالشيح الفسيح المجاري في شرح صحيح البخاري. كما ربع العبادات منه في عشرين مجلدة. ويخمن تمامه في أربعين مجلدا. - عمدة الحكام في شرح عمدة الأحكام. مجلدان. - امتضاض الهاد في افتراض الجهاد. مجلد. - الإسعاد بالإصفاد إلى درجة الجهاد. ثلاث مجلدات. - النفحة العنبرية في مولد خير البرية. - الصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر. 17 364 1.137 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب - المني في فضل مني. - المغانم المطابة في معالم طابة. - مهيج الغرام إلى البلد الحرام. - إثارة الحجون لزيارة الحجون، قال إنه عمله في ليلة، كما في خطبته. - أحاسن اللطائف في محاسن الطائف. - روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر. - المرقاة الوفية في طبقات الحنفية. أخذها من "بقات عبد القادر الحنفي". - البلغة في تراجم أئمة النحاة واللغة. - الفضل الوفي في العدل الأشرفي. - نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان. في مجلد. - تعيين الغرفات للمعين على عين عرفات. - منية السول في دعوات الرسول. - التجاريح في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح. - تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول. عمله وكذا: - الأحاديث الضعيفة. وهو في مجلدات للناصر. - كراسة في علم الحديث. - الدر الغالي في الأحاديث العوالي. - سفر السعادة. - المتفق وضعا والمختلف صقعا. وفي اللغة وغيرها.
Shafi da ba'a sani ba
- اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب، وزيادات امتلأ بها الوطاب، واعتلى منها الخطاب، ففاق كل مؤلف هذا الكتاب. يقدر تمامه في مائة 18 364 1.138 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب مجلد. كل مجلد يقرب من "صحاح الجوهري" في المقدار. رأيت بخطه أيضا أنه كمل منه مجاليد خمسة. - القاموس المحيط والقابوس والوسيط، الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط في جزأين ضخمين، وهو عديم النظير. - مقصود ذوي الألباب في علم الإعراب. مجلد. - تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين. أخذه عن البرهان الحلبي الحافظ ونقل عنه أنه تتبع أوهام "المجمل" لابن فارس في ألف موضع، مع تعظيمه لابن فارس وثنائه عليه. - المثلث الكبير. في خمس مجلدات. والصغير. - الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف. - الدرر المبثثة في الغرر المثلثة. - بلاغ التلقين في غرائب اللعين. - تحفة القماعيل فيمن يسمى من الملائكة والناس إسماعيل. - أسماء السراح في أسماء النكاح. - أسماء الغادة في أسماء العادة. - الجليس الأنيس في أسماء الخندريس. في مجلد. - أنواء الغيث في أسماء الليث. - أسماء الحمد. - ترقيق الأسل في تصفيق العسل. في كراريس - مزاد الزاد. - زاد المعاد في وزن بانت سعاد. وشرحه في مجلد - النخب الطرائف في النكت الشرائف. إلى غيرها من مختصر ومطول. قال التقى الكرماني: كان عديم النظير في زمانه نظما ونثرا بالفارسي 19 364 1.139 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب
Shafi da ba'a sani ba
والعربي. جاب البلاد، وسار إلى الجبال والوهاد ورحل، وأطال النجعة، واجتمع بمشايخ كثيرة عزيزة، وعظم بالبلاد، أقام بدهلي مدة، وعظمه سلطانها وبالروم مدة، وبجله ملكها، وبفارس وغيرها، وورد بغداد في حدود سنة أربع وخمسين، واجتمع بوالدي، وقرأ عليه، ورحل معه إلى الشام، ثم إلى مصر، وسمعا بالقاهرة "الصحيح" على الفارقي، وفارقه والدي فحج ورجع إلى بغداد، وأقام المجد بالقاهرة مدة، ثم بالقدس، ثم بالشام، ثم جاور بمكة مدة عشر سنين أو أكثر، وصنف بها تصانيف، منها "شرح البخاري" سماه "منح الباري" وأظن أنه لم يكمل. و"القاموس" مطولا في مجلدات عديدة، ثم أمره والدي باختصاره فاختصره في مجلد ضخم وفيه فوائد عظيمة وفرائد كريمة، واعتراضات على الجوهري، وكان كثير الاعتناء بتصانيف الصغاني، ويمشي على نهجه، ويتبع طريقه، ويقتدي بصنيعه، حتى في المجاورة بمكة، وفي الجملة كان جملة حسنة. وفي الآخر ورد بغداد من مكة في حدود نيف وثمانين، واجتمع بوالدي أيضا، ثم ذهب إلى الهند. ثم رجع إلى مكة، وأقام بها مدة، ثم ورد بغداد سنة نيف وتسعين بعد وفاة والدي، ولازمته أيضا، واستفدت منه شيئا كثيرا، ثم سافر إلى بلاد فارس ثم رجع إلى مكة بعد أن اجتمع بتمرلنك في شيراز وعظمه وأكرمه، ووصله بنحو مائة ألف درهم. ثم توجه إلى مكة من طريق البحر، ثم دخل بلاد اليمن، وأقام بعدن وبتعز، وكان ملكه له يكرم ويعز1. وقال الخزرجي في "تاريخ اليمن"2: إنه لم يزل في ازدياد من علوم الوجاهة والكانة ونفوذ الشفاعة والأوامر على قضاة الأمصار، ورام في سنة تسع وتسعين التوجه لمكة فكتب إلى السلطان ما مثاله: 1 انتهت ترجمة الفيروزآبادي التي أوردها السخاوي في "الضوء اللامع ".
Shafi da ba'a sani ba
2 الخزرجي: هو علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن بن وهاس الخزرجي الزبيدي، مؤرخ وبحاثة من أهل زبيد. توفي سنة 812ه. الضوء اللامع 5/ 210، وكتابه الذي ترجم فيه للفيروزآبادي هو "العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية" ج2 / ص264 و278 و279. 20 364 1.140 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب ومما ينهيه إلى العلوم الشريفة أنه غير خاف عليكم ضعف أقل العبيد، ورقة جسمه، ودقة بنيته، وعلو سنه وقد آل أمره إلى أن صار كالمسافر الذي تحزم وانتقل إذ وهن العظم، بل والرأس يشتعل، وتضعضع السن، وتقعقع الشن، فما هو إلا عظام في جراب، وبنيان مشرف على خراب، وقد ناهز العشر التي تسميها العرب دقاقة الرقاب، وقد مر على المسامع الشريفة غير مرة في صحيح البخاري قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بلغ المرء ستين سنة فقد أعذر الله إليه". فكيف من نيف على السبعين. وأشرف على الثمانين؟ ولا يجمل بالمؤمن أن تمضي عليه أربع سنين ولا يتجدد له شوق وعزم إلى بيت رب العالمين وزيارة سيد المرسلين وقد ثبت في الحديث النبوي ذلك، وأقل العبيد له ست سنين عن تلك المسالك وقد غلب عليه الشوق حتى جل عمره عن الطوق، ومن أقصى أمنيته أن يجدد العهد بتلك المعاهد ويفوز مرة أخرى بتقبيل تلك المشاهد، وسؤاله من المراحم الحسنية الصدقة عليه بتجهيزه في هذه الأيام مجردا عن الأهالي والأقوام قبل اشتداد الحر، وغلبة الأوام. فإن الفضل أطيب والريح أزيب1، ومن الممكن أن يفوز الإنسان بإقامة شهر في كل حرم. وسيحظى بالتملي من مهابط الرحمة والكرم، وأيضا كان من عادة الخلفاء سلفا وخلفا أنهم كانوا يبردون البريد عمدا قصدا لتبليغ سلامهم إلى حضره سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليه مددا، فاجعلني، جعلني الله فداك، ذاك البريد فلا أتمنى شيئا سواه ولا أريد: شوقي إلى الكعبة الغراء قد زادا فاستحمل القلص الوجادة الزادا
Shafi da ba'a sani ba
واستأذن الملك المنعام زيد على واستودع الله أصحابا وأولادا فلما وصل هذا إلى السلطان، كتب في طرة الكتاب ما مثاله: "صدر الجمال المصري على لسان ما يحققه لك شفاها. إن هذا شيء لا ينطق به لساني، ولا يجري به قلمي، فقد كانت اليمن عمياء فاستنارت، فكيف 1 أي أنشط. 21 364 1.141 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب يمكن أن تتقدم؟ وأنت تعلم أن الله تعالى قد أحيا بك ما كان ميتا من العلم. فبالله عليك إلا ما وهبت لنا بقية هذا العمر، والله يا مجد الدين، يمينا بارة إني أري فراق الدنيا ولا أرى فراقك. أنت اليمن وأهله". وذكره التقي الفاسي1 فقال: وكانت له بالحديث عناية غير قوية وكذا بالفقه وله تحصيل في فنون العلم، سيما اللغة، فله فيها اليد الطولي، وألف فيها تواليف حسنة، منها القاموس، ولا نظير له في كتب اللغة، لكثرة ما حواه من الزيادات على الكتب المعتمدة، كالصحاح.
Shafi da ba'a sani ba
قلت: وقد يمز فيه زياداته عليه، فكانت غاية في الكثرة بحيث لو أفردت لجاءت قدر الصحاح أو أكثر في عدد الكلمات، وأما ما نبه عليه من أوهامه فشيء كثير أشار إليه في الهامش بصفر، وأعراه من الشواهد اختصارا. ونبه في خطبته على الاكتفاء عن قوله "معروف" بحرف الميم، وعن "موضع" بالعين، وعن "الجمع" بالجيم، وعن "جمع الجمع" بجج، وعن "القرية" بالهاء، وعن "البلد" بالدال، وضبط ذلك بالنظم بعضهم ، بل أثنى على الكتاب الأئمة نظما ونثرا، وتعرض فيه لأكثر ألفاظ الحديث والرواة، ووقع له في ضبط كثيرين خطأ، فإنه -كما قال التقي الفاسي في ذيل التقييد- لم يكن بالماهر في الصنعة الحديثية، وله فيما يكتبه من الأسانيد أوهام، وأما شرحه على "البخاري" فقد ملأه بغرائب المنقولات، سيما أنه لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي، وغلبت على علماء تلك البلاد وصار يدخل في شرحه من "قبوحاته الهلكية"2 ما كان سببا لشين الكتاب المذكور. ولذا قال شيخنا3 إنه رأي القطعة التي كملت منه في حياة مؤلفه، وقد أكتلها 1 هو تقي الدين محمد بن أحمد بن على الفاسي المتوفى سنة 832 ه، وكتابه الذي ذكر فيه الفيروزآبادي هو "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" ج2 397. 2 المراد كتابه "الفتوحات المكية". 3 أي ابن حجر العسقلاني 22 364 1.142 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب الأرضة بكمالها، بحيث لا يقدر على قراءة شيء منها قال1: ولم أكن أتهمه بالمقالة المذكورة، إلا أنه كان يحب المداراة، ولقد أظهر لي إنكارها والغض منها2.
Shafi da ba'a sani ba
ثم ذكر الفاسي أنه ذكر أنه ألف شرح الفاتحة في ليلة واحدة، فكأنه غير المشار إليه. وكذا ألف "ترقيق الأسل" في ليلة عندما سأله بعضهم عن العسل، هل هو قيء النحلة أو خرؤها؟ فكأنه غير المتداول، لكونه في نحو نصف مجلد وأنه وقف على مؤلفه على علم الحديث بخطه، وأنه ذكر في مؤلفه في فضل الحجون من دفن فيه من الصحابة، مع كونهم لم يصرح في تراجمهم من كتب الصحابة بذلك، بل وما رأيت وفاة كلهم بمكة، فإن كان في دفنهم به قول من قال إنهم نزلوا مكة فذلك غير لازم، لكونهم كانوا يدفنون في أماكن متعددة. وقال أيضا: إن الناس استغربوا منه انتسابه للشيخ أبي إسحاق، وكذا لأبي بكر الصديق. ولذا قال شيخنا3: لم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في انتسابه إلى الشيخ أبي إسحاق مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب. قال: ثم ارتقى درجة فادعى، بعد أن ولي القضاء باليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق، وصار يكتب بخطه "محمد الصديقي". ولم يكن مدفوعا عن معرفة، إلا أن النفس تأبى قبول ذلك. وقال الجمال الخياط فيما نقله عن خط الذهبي في الشيخ أبي إسحاق إنه لم 1 هذا مضمون كلام ابن حجر. 2 جري بين أبي بكر بن محمد بن صالح الجبلي التعزي اليماني المتوفى سنة 811ه وبين الفيروزآبادي مراجعات بسبب إنكار الأول على المشتغلين بكتب ابن عربي، وصنف في المنع جزءا رد عليه الفيروزآبادي تعصبا مع صوفية زبيد. الضوء اللامع 11/ 78، 79. ولعل هذا الرد هو الرسالة التي صنفها الفيروزآبادي في الانتصار لابن عربي صاحب الفتوحات المكية الموجودة في دار الكتب الظاهرية بدمشق. 3 هو محمد بن عبد الله بن ظهيرة، المتوفى سنة 817ه. ترجمته في الضوء اللامع 8/ 94-97 23 364 1.143 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب
Shafi da ba'a sani ba
يتأهل ظنا، وكذا أنكر عليه غيره تصديقه بوجود رتن الهندي، وإنكاره قول الذهبي في "الميزان"1 إنه لا وجود له، ويقول: إنه دخل قريته ورأى ذريته، وهم مطبقون على تصديقه. قال الفاسي: وله شعر كثير، في بعض قلق لجلبه فيه ألفاظا لغوية عويصة ونثره أعلى. وكان كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات، وله خط جيد مع الإسراع، وسرعة حفظ. بلغني عنه أنه قال: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر، وقال: إن أول قدومه مكة -فيما أعلم- سنة ستين، ثم في سنة سبعين، وأقام بها خمس سنين أو ستا متوالية، وتكرر قدومه لها، وارتحل منها إلى الطائف، وكان له فيه بستان، وكذا أنشأ بمكة دارا على الصفا، عملها مدرسة للأشراف صاحب اليمن وقرر بهما مدرسين وطلبة، وفعل بالمدينة كذلك، ثم أعرض عن ذلك بعد موت الأشرف، وله بمنى دور وغيرها دور، وحدث بالكثير من تصانيفه ومروياته. سمع منه الجمال بن ظهيرة، وروى عنه في حياته، ومات قبله بشهر. وترجمه الصلاح الأقفهسي في "معجم الجمال"2 بقوله: كتب عنه الصلاح الصفدي، وبالغ في الثناء عليه، وجال في البلاد، ولقي الملوك والأكابر، ونال وجاهة ورفعة، وصنف التصانيف السائرة كالقاموس وغيره وولى قضاء الأقضية ببلاد اليمن، وقدم بمكة، وجاور بها مدة، وابتنى بها دارا. وطول المقريزي في "عقوده" ترجمته3 وقال: إن آخر ما اجتمعت به في مكة 1 أي كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج2 45. 2 الصلاح الأقفهسي: هو خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم، صلاح الدين الأقفهسي، المتوفى سنة 820ه -أو 821ه- صنف معجما لجمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة، المذكور في الحاشية السابقة. الضوء اللامع 3/ 202.
Shafi da ba'a sani ba
3 لأحمد بن علي المقريزي المؤرخ الشهير، المتوفى سنة 845ه كتاب "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" صدر عن وزارة الثقافة بدمشق قطعة منه في جزأين بتحقيق محمد المصري محقق كتاب "البلغة" والدكتور عدنان درويش، والقطعة ليس فيها تراجم المحمدين. 24 364 1.144 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب سنة تسعين، وقرأت عليه بعض مصنفاته، وناولني قاموسه، وأجازني، وأفادني. وكذا لقيه شيخنا بزبيد في سنة ثمانمائة، وتناول منه أكثر "القاموس"، وقرأ عليه وسمع منه أشياء، وأورده في "معجمه"1 و"إنبائه"2، وقرض لشيخنا تعليق التعليق وعظمه جدا، والتقى الفاسي، وقرأ عليه أشياء، وأورده في "تاريخ مكة" و"ذيل التقييد"3. والبرهان الحلبي أخذ عنه "تحبير الموشين" في آخرين ممن أخذت عنهم كالموفق الأبي، والتقي ابن الفهد، وأرجو إن تأخر الزمان يكون آخر أصحابه موتا على رأس القرن العاشر. وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية4، لكن باختصار جدا، والتقي ابن قاضي شهبة5 وغيرهما. مات، وقد متع بسمعه وحواسه في ليلة عشرى شوال سنة سبع عشرة بزبيد، 1 اسم الكتاب: "المعجم المؤسس للمعجم المفهرس" في تراجم الرجال أيضا. ترجمة الفيروزآبادي فيه موجزة في الصفحتين 286 و287 من نسخة مخطوطة في مكتبة الأوقاف بحلب وقد نقلت مؤخرا إلى مكتبة الأسد بدمشق. 2 اسم الكتاب: "إنباء العمر بأبناء الغمر" مطبوع. وجاءت ترجمة الفيروزآبادي في ج2 159. 3 التقييد: هو كتاب "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد" لابن نقطة محمد بن عبد الغني، المتوفى سنة 629ه. وفيات الأعيان 1/ 520. ذيل عليه تقي الدين الفاسي المذكور قبلا. 4 في كتابه "الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب" ج2/ 362 مخطوطة حلب، التي نقلت مؤخرا إلى مكتبة الأسد بدمشق.
Shafi da ba'a sani ba
5 لتقي الدين، أبي بكر بن قاضي شهبة، المتوفى سنة 851ه تاريخ كبير ذيل على تواريخ ابن كثير والذهبي والبرازلي. قال عنه ابنه بدر الدين محمد بن أبي بكر قاضي شهبة، المتوفى سنة 874ه "كتب منه خمس مجلدات ضخمة إلى سنة عشر وثمانمائة وكتب كراريس متفرقة من ذلك نحو مجلدة إلى سنة وفاته "أي سنة 851" لكن فقد من ذلك كراريس لم نجدها بعد وفاته، ثم اختصر هذا الذيل فكتب منه مجلدين إلى سنة ثمان وثمانمئة، وكتب منه كراريس بعد ذلك، ولو تمت كان مجلدة أخرى، ترجمة تقي الدين بن قاضي شهبة بقلم ابن بدر الدين. تحقيق الدكتور عدنان درويش. مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق. المجلد 58 الجزء 3 الصفحة 438. 25 364 1.145 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب وقد ناهز التسعين1، وكان يرجو وفاته بمكة، فما قدر. رحمه الله وإيانا. أنشدني شيخي بالقاهرة، والموفق الأبي بمكة قال كل منهما: أنشدني المجد لنفسه مما كتبه عنه الصفدي في سنة سبع وخمسين: أحبتنا الأماجد إن رحلتم ولم ترعوا لنا عهدا وإلا أودعكم وأودعكم قلوبا لعل الله يجمعنا وإلا وعندي في ترجمته بأول ما كتبه من القاموس فوائد، منها قول الأديب المفلق نور الدين على بن محمد بن العليف العلي العدناني المكي الشافعي، وقد قرأ عليه القاموس: مذ مد مجد الدين في أيامه من بعض أبحر علمه القاموسا ذهبت صحاح الجوهري كأنها سحر المدائن حين ألقي موسى ومن شعره أيضا في مدح البديعية التي نظمها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر العلوي، وجيه الدين، المتوفى سنة 804ه: هذا القصيد حوي البدائع كلها وسما على نظم الآفاق وفاقا حتى أقر الحاسدون بحسنه فأبان من أهل الخلاف وفاقا ورقا بناظمه ذري لم يرفها من رق لفظا في الورى آفاقا وقال أيضا: هذا قصيد بديع الحسن لست ترى شعرا بديعا يدانيه ولا حسنا سني ببهجته أهل النهى وسما حسنا وفاح له طيب ولاح سنا
Shafi da ba'a sani ba
1 وكذا في إنباء الغمر لابن حجر العسقلاني، وكذلك في المصادر، ويستنتج منها أيضا أن عمره لما توفى كان 88 سنة. إلا أن ابن حجر قال في ترجمته في ذلك الدرر الكامنة: "وقد جاوز التسعين" ولعله وهم أو تصحيف. ونقل الزركلي في الأعلام عن العقيق اليماني رواية أخرى هي أنه توفي في شوال سنة 819ه. 26 364 1.146 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب أما العلامة ابن حجر العسقلاني، فهو من كبار المصنفين في تراجم الرجال وهو في نفس الوقت معاصره، والفيروزآبادي شيخه، وقد ترجم له ثلاث مرات: الأولى في كتابه "إنباء الغمر بأبناء العمر" والثانية في كتابه "ذيل الدرر الكامنة" والثالثة في كتابه "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" وقد رأينا إيراد الترجمة التي وردت في "إبناء الغمر" لأنها أكثر تلك الترجمات الثلاث تفصيلا. قال ابن حجر: "محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، الشيرازي، الشيخ، العلامة، مجد الدين، أبو طاهر، الفيروزآبادي. كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب "التنبيه"، ويذكر أنه بعد "عمر" أبا بكر بن أحمد بن أحمد بن فضل الله ابن الشيخ أبي إسحاق، ولم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في ذلك مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب، ثم ارتقى مجد الدين درجة فادعى -بعد أن ولي قضاء اليمن بمدة طويلة- أنه من ذرية أبي بكر الصديق، وزاد إلى أن رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه: محمد الصديقي، ولم يكن مدفوعا عن معرفة، إلا أن النفس تأبى قبول ذلك.
Shafi da ba'a sani ba
ولد الشيخ مجد الدين سنة تسع وعشرين وسبعمائة بكازرون، وتفقه ببلاده، وسمع بها من محمد بن يوسف الزرندي المدني "صحيح البخاري"، وعلى بعض أصحاب الرشيد بن أبي القاسم، ونظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل، فمهر فيها إلى أن بهر وفاق أقرانه، ودخل الديار الشامية بعد الخمسين، فسمع بها، وظهرت فضائله، وكثر الآخذون عنه، ثم دخل القاهرة. ثم جال في البلاد الشمالية والشرقية، ودخل الهند، وعاد منها على طريق اليمن قاصدا مكة، ودخل زبيد، فتلقاه الملك الأشرف إسماعيل بالقبول، وكان ذلك بعد وفاة جمال الدين الريمي قاضي الأقضية باليمن كله، فقرره الأشرف مكانه، وبالغ في إكرامه، فاستقرت قدمه بزبيد، واستمر في ذلك إلى أن مات. وقدم في هذه المدة مكة مكرارا وأقام بها، وبالطائف، ثم رجع. صنف "القاموس المحيط" في اللغة، لا مزيد عليه في حسن الاختصار، وميز 27 364 1.147 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مؤلف الكتاب فيه زياداته على "الصحاح"، وأكثر في عدد الكلمات، وقرئ عليه، وكان أولا ابتدأ بكتاب كبير في اللغة "اللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب" وكان يقول: لو كمل لكان مائة مجلد. وذكر عنه الشيخ برهان الدين الحلبي أنه تتبع أوهام "المجمل" لابن فارس في ألف موضع، وكان مع ذلك يعظم ابن فارس ويثني عليه. وقد أكثر المجاورة بالحرمين ، وحصل دنيا طائلة، وكتبا نفيسة، لكنه كان كثير التبذير، وكان لا يسافر إلا وصحبته عدة أحمال من الكتب، ويخرج أكثرها في كل منزلة ينظر فيها ويعيدها إذا رحل، وكان إذا أملق باعها. وكان الأشرف كثير الإكرام له، حتى إنه صنف له كتابا وأهداه له على أطباق فملأها له دراهم.
Shafi da ba'a sani ba