اخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر قال سمعت أبا العباس المبرد يقول خلال الخير لها مقادير فإذا خرجت عنها استحالت فالحياء حسن فإذا جاوز المقداركان عجزا والشجاعة حسنة فإذا جاوزت المقدار كان تهورا والبذل حسن فإذا جاوز المقدار كان تضييعا والقصد حسن فإذ جاوز المقدار كان بخلا والكلام حسن فإذا جاوز المقدار كان إهذارا والصمت حسن فإذا جاوز المقدار كان عيا
وقال بعض الأعراب إنما جعلت لك أذنان ولسان واحد ليكون استماعك ضعفي كلامك
ومن أمثالهم في حفظ اللسان قولهم ( أحق شىء بسجن لسان ) ومعناه أحق ما ينبغى ان يمنع من الانبعاث في الباطل للسان لأن زلته مهلكة ومن حق ما يهلك إرساله ان يزم
والسجن بالفتح مصدر سجنت سجنا
والمحبس السجن
وقرىء السجن أحب إلي بالفتح والكسر
ومن أول ما روى فى حفظ اللسان قول امرىء القيس
( إذا المرء لم يخزن عليه لسانه
فليس على شىء سواه بخزان )
وقال المحدث إنما السالم من ألجم فاه بلجام
وأخذ أبو الأسود لفظ المثل فقال
( لعمرك ما شىء عرفت مكانه
أحق بسجن من لسان مذلل )
وقالوا من علامات العاقل ان يكون عالما بأهل زمانه حافظا للسانه مقبلا على شانه
Shafi 22