عِنْدِي مَا أحملكم عَلَيْهِ ". قَالَ: فلبثنا مَا شَاءَ الله، ثمَّ أُتِي بإبلٍ، فَأمر لنا بِثَلَاث ذودٍ، غر الذرى، فَلَمَّا انطلقنا قُلْنَا، أَو قَالَ بَعْضنَا لبعضٍ: لَا يُبَارك الله لنا، أَتَيْنَا رَسُول الله ﷺ نستحمله، فَحلف أَلا يحملنا، ثمَّ حملنَا. فَأتوهُ فأخبروه، فَقَالَ: " مَا أَنا حملتكم، وَلَكِن الله حملكم، إِنِّي وَالله - إِن شَاءَ الله - لَا أَحْلف على يَمِين ثمَّ أرى خيرا مِنْهَا إِلَّا كفرت وأتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ " زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْفضل مُتَّصِلا بِهِ: " أَو أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وكفرت عَن يَمِيني ".
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة بريد بن عبد الله بن أبي بردة عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: أَرْسلنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُول الله ﷺ أسأله لَهُم الحملان، إِذْ هم مَعَه فِي جَيش الْعسرَة: وَهِي غَزْوَة تَبُوك، فَقلت: يَا نَبِي الله، إِن أَصْحَابِي أرسلوني إِلَيْك لتحملهم، فَقَالَ: " وَالله لَا أحملكم على شَيْء " ووافقته وَهُوَ غضبانٌ وَلَا أشعر، فَرَجَعت حَزينًا من منع رَسُول الله ﷺ، وَمن مَخَافَة أَن يكون رَسُول الله ﷺ قد وجد فِي نَفسه عَليّ، فَرَجَعت إِلَى أَصْحَابِي، فَأَخْبَرتهمْ الَّذِي قَالَ رَسُول الله ﷺ، فَلم ألبث إِلَّا سويعةً إِذْ سَمِعت بِلَالًا يُنَادي: أَيْن عبد الله بن قيس؟ فأجبته، فَقَالَ: أجب، رَسُول الله ﷺ يَدْعُوك، فَلَمَّا أتيت رَسُول الله ﷺ قَالَ: " خُذ هذَيْن القرينتين وهذين القرينتين، وهذين القرينتين - لسِتَّة أبعرةٍ ابتاعهن حينئذٍ من سعد - فَانْطَلق بِهن إِلَى أَصْحَابك فَقل: إِن الله - أَو قَالَ: إِن رَسُول الله ﷺ يحملكم على هَؤُلَاءِ فاركبوهن ".
قَالَ أَبُو مُوسَى: فَانْطَلَقت إِلَى أَصْحَابِي بِهن، فَقلت:
إِن رَسُول الله ﷺ يحملكم على هَؤُلَاءِ، وَلَكِن وَالله لَا أدعكم حَتَّى ينْطَلق معي بَعْضكُم إِلَى من