Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Nau'ikan
إذا زلزلت الأرض زلزالها ، ومحاور الأرض الأربعة
وترى الأرض بارزة ، ومن علم الاقتصاد تجميع الثروة وجباية العشر وقت الحصاد كرسوم
وآتوا حقه يوم حصاده .
11
وواضح أن الأفغاني من أنصار رأي المعاصرين أن العلوم في القرآن، الطبيعية والإنسانية. كما يحدث في برامج
العلم والإيمان
وفي تيار أسلمة العلوم، أخذ العلوم الغربية ثم تأويل القرآن طبقا لها سلبا أو إيجابا. فالغرب يبدع والمسلمون يؤولون النصوص طبقا لإبداع الغرب. مع أن القدماء أبدعوا العلوم بعد أن تحول النص إلى تحرير للعقل وتوجه نحو الطبيعة. اكتشاف السياسة والعلوم في القرآن لا يؤيد ما يدعو إليه الأفغاني من عقل وتكليف وعلم بل يؤدي إلى الكسل والتقليد والنقل، النقل عن العلوم الغربية ثم الاكتفاء بتسليط الآيات القرآنية عليها قبولا أو رفضا، وتحكيما للنص في العقل والتجربة. يوهم المسلمين أن القرآن به كل شيء، فيستفيدون من علوم الغرب نقلا بعد ختمه بطابع القرآن. فإذا ما تغير العلم الغربي تغير التأويل والطابع والختم. فيصبح العلم الغربي هو الثابت، مع أنه متحول، ويصبح القرآن متحولا مع أنه هو الثابت. ويوهم المسلمين بأنهم حصلوا على الحسنيين في الدنيا والآخرة، في الدنيا علم الغربيين الذين سخرهم الله للمسلمين، وإيمان المسلمين الذي حرم الله منه الغربيين. فالغرب لديه العلم دون الإيمان فهو الخاسر، والمسلمون لديهم العلم والإيمان، وهو الفتح المبين. وقد اعترف الغرب بفضل العرب على العلم الغربي نفسه مثل الجبر الذي وضعه أبو السمح والجاذبية التي اكتشفها أبو بكر بن بشرون قبل نيوتن في القرن الثالث للهجرة، واعترافه بوجود قوة حاسة قابضة منعكسة من المركز، الأرض، في تفسير مركبات الكيمياء. كما اكتشف التحليل والتركيب تلميذ المجريطي في القرن الثالث كما ذكر في رسالته إلى أبي السمح التي يذكرها ابن خلدون بتعبير الحل والعقد. واكتشف ابن بشرون الفوسفور واستحضاره. ويقول المؤرخ الألماني هوفر لتاريخ الكيمياء إنه وجد رسالة مترجمة إلى اللاتينية لبشير من علماء العرب يبين فيها استحضار الفوسفور من الأدرار، ويسميه الياقوت الجمري الاصطناعي. واكتشف ابن بشرون استحضار الأوكسجين من حجر المغنيسيا، ويسميه روح حساسة أي غاز. وكذلك اكتشف الأيدروجين وخواصه مثل إطفاء الأجسام الملتهبة. واكتشف جابر بن حيان حامض الأزوت في القرن الثاني. كما اكتشف الرازي حامض الكبريت في القرن الثالث. وعرف استحضاره، وذكره في الحاوي، وسماه روح الزاج، وبتقطير كبريت الحديد يستحيل إلى حامض الكبريت وهو أهم الحوامض وأنفعها في الصناعة. واكتشف المجريطي الذي انتهت إليه الرياسة في الأندلس في القرن الثالث، فاعتبر الكيمياء ثمرة الحكمة، تتم بالصناعة، وعمل المعادن الخسيسة، وتحويلها إلى ذهب وفضة، وقد أنكر ابن خلدون على المجريطي وابن بشرون قولهما بصحة الكيمياء؛ لأن رسالة ابن بشرون من قبيل الألغاز مع أنها واضحة وفنية صرفة. وهو علم جليل أخذه الأوروبيون عن العرب قبل لافوازييه. وقد دل ابن بشرون في رسالته إلى أبي السمح على الحجر الفلسفي أو حجر الحكمة. وذكر مع التحليل والتركيب التقليب وهو تغير جوهر الشيء. ويمكن بالتفاعل حدوث جسم معتدل منها البوتاس دون تمويه على السذج من انقلاب الورقة دينارا. كما ذكر التنشيف. فالصابون لا يمكن تنشيفه بالهواء ولا بالشمس أو الحرارة. كما ذكر التنقية أو التطهير. وذكر التكليس بالاحتراق أو ضغط الهواء، ومكتبة بغداد والأندلس والقيروان وما ترجم في عصر العباسيين وما حققه العرب من المباحث كانت وأوروبا ما زالت في عصر الجليد.
12
وهكذا يضع الأفغاني التقابل بين علم القدماء وجهل المحدثين، ويضرب المثل بعلم الكيمياء رافضا استعماله كأداة من أدوات السحر. بل إنه ينقد ابن خلدون لهجومه على علم الكيمياء لإدخالها كلمات أعجمية.
لذلك يرد الأفغاني ردا شهيرا على رينان الذي هاجم الإسلام في نقطتين: الأولى أن الديانة الإسلامية كانت بما لها من نشأة خاصة مناهضة للعلم. والثانية أن الأمة العربية غير صالحة بطبيعتها لعلوم ما وراء الطبيعة والفلسفة.
Shafi da ba'a sani ba