إن العروق الضوارب كلها والقلب تنبض على مثال واحد. ولذلك قد يمكن أن تقيس بواحد منها على جميعها، إلا أنه ليس يمكن أن نحس بحركة جميعها. لكن الحس بحركة ما كان من العروق الضوارب فى عضو معرى من اللحم أسهل. والحس بحركة ما كان منها فى أعضاء كثيرة اللحم أخفى. وما كان منها مغطى بلحم غليظ ، أو كان من وراء عظم، أو كان يستره جسم آخر من الأجسام، فليس يمكنك أن تحس بحركته ما دام البدن على الحال الطبيعية. وإن غلب عليه القضف والهزال غلبة قوية، فربما أحسسته. فإن حركة العرق المستبطن لعظم الصلب قد يحسها من وضع يده على البطن. وكذلك لحركة عروق أخرى فى اليدين والرجلين لم يكن قبل ذلك تحس. فأما العروق التى فى الصدغين، والعروق التى فى باطن الأرساغ من اليدين والرجلين فحركتها محسوسة دائما. فأما العروق التى فى الرأس من وراء الأذنين، والعروق التى فى الجانب الأنسى من العضد وغيرها مما ليس هو مغطى بلحم كثير فنبضها أقل بيانا من نبض تلك. إلا أنه على حال قد تحس. والأسهل والأجمل والأوفق لما يحتاج إليه أن يقصد لجس العرقين اللذين فى باطن رسغى اليدين دون سائر العروق الضوارب، لأن هذين العرقين أظهر من غيرهما، لقلة اللحم فى مواضعهما. وليس يضطرنا الأمر فيهما إلى كشف شىء من البدن، كما قد يضطرنا فى عروق كثيرة غيرهما. ووضعهما أيضا وضع مستقيم. وذلك من أجود الأشياء وأبلغها فى إدراك حركتها على الاستقصاء.
Shafi 13