وقد كان جميع الناس الذين كانوا على عهد ابقراط الشاذ منهم علموا انه ينبغى ان يضاف على ايام السنة — وهى ثلثمائة يوم وخمسة وستون يوما — ربع يوم.فقد كان بلغ من معرفة ثاليس الذى من اهل ميلس ان تقدم فانذر بكسوف كان فى نواحى السفيطس على عهد كسركسس الملك. ثم من بعد ذلك بزمان بين ايبرخس انه مع الربع من اليوم جزء اخر يسير.وكذلك الامر فى زمان الشهر. فان جميع القدماء الذين عنوا بعلم النجوم قد كانوا علموا ان الشهر ليس هو ثلثين يوما لكن تسعة وعشرون يوما ونصف على التقريب الا انهم لم يعلموا هل ذاك اقل او اكثر.فاما ايبرخس فانه حدد بآخره هل يزيد زمان الشهر على النصف اليوم شئا ما او ينقص عنه كما يزيد زمان السنة اذ لم يكن حدده من تقدمه.
فبالواجب قال بقراط فى كتاب تقدمة المعرفة — وقد اجمع عليه جميع الناس انه من اصح كتبه — القول الذى قلته قبيل وهو قوله «انه ليس بممكن ان تحسب السنة ولا الشهر على ايام كاملة». وقد يمكن ان يكون بقراط لم يكن علم ذلك فى حداثته لكنه عرفه بآخره بعد زمان طويل.ولذلك كان يظن فى كتاب الغذاء والمقالة الثانية من كتاب ابيديميا ان كل واحد من الشهور ثلثين يوما. فلما كان بآخره عرف الحق فى ذلك على ما بين فى كتاب تقدمة المعرفة. ومن اجل هذا قد كان علم فولوبس الوارث كان لتعليم تلامذة بقراط بعده انه ليس بنقصان اليوم الواحد فقط من الستين يوما يكون شهران فى حال من الاحوال لكن قد علم مع ذلك ان نقصان ذلك اليوم ليس هو على الاستقصاء لكنه على اقرب ما يكون بفضل قليل او بنقصان قليل وقد يوجد بقراط الواضع كان لكتاب تقدمة المعرفة وهو اشهر المسميين بهذا الاسم انه لم يقتصر على القول بانه لا ينبغى ان تحسب السنة والشهر على ايام كاملة فقط حتى قال ذلك فى الاسابيع والارابيع.ولذلك اتفق ان تحسب ثلثة اسابيع عشرين يوما.وهذا رأيه بعينه فى كتاب الفصول وفى المقالة الاولى والثالثة من كتاب ابيديميا التى قد اجمع جميع الناس على انها كتب صحيحة لبقراط. وقد تكلمت فى جميع هذه الاشياء بابلغ ما يمكن فى ثلث مقالات وضعتها فى ايام البحران فشرحت فيها رأى ابقراط فى ذلك. فاذ كان الامر الحق الموافق لكتب ابقراط الصحيحة — هو ان لا تحسب السنة ولا الشهور على ايام كاملة — فانا قد نجده يرى هذا الرأى بعينه فى كتابه فى المولود لثمانية اشهر.
Shafi 338