ماريو
وأنا أعمل في الصحف. سألني عما أفعل. قلت له إني أتتبع الأحداث المهمة في السنوات الأخيرة. وإن لدي فكرة ضبابية عن مشروع ضخم ينتج عن ذلك. أبدى تعجبه. أدرت أسطوانة «النيل نجاشي»
لمحمد عبد الوهاب
وجلست أمام الطاولة أفكر. أنا أقرأ كل يوم صحف شهر كامل ثم أرتاح في اليوم التالي. معنى هذا أني في حاجة إلى عدة شهور.
في آخر الليل جمعت بقايا الصحف المقصوصة التي رميتها جانبا. حملتها وخرجت إلى الكوريدور. وضعتها في سلة المهملات بالمطبخ. عدت إلى الحجرة وأشعلت سيجارة. فتحت الكوة العلوية الصغيرة لأتخلص من دخانها.
26
نهضت مبكرا. كانت أشعة الشمس تتسلل إلى الحجرة. تناولت سكينا وخطوت فوق الأرضية الخشبية حتى النافذة. مزقت الورق الملصق بين مصراعيها والذي يوضع في الشتاء للحماية من الهواء القارس. جذبت المزلاج وفتحت النافذة فدخل الهواء النقي المنعش. تأملت الرافعة المعمارية وهي تحمل قطع الطوب الأحمر ليرصها العمال جنبا إلى جنب في مشروع المبنى المجاور. تناولت قطعة من القماش وبللتها بالماء ومسحت آثار التصاق الورق على النافذة. فاليوم هو عطلة عاملة التنظيف. في الماضي كان الطلبة هم الذين يتولون التنظيف، لكن المصريين احتجوا ورفضوا ذلك. جلست إلى الطاولة وتناولت صحيفة. بعد قليل جمعت بقايا الصحف المقصوصة وحملتها إلى خارج الحجرة.
ذهبت مع
حميد
إلى المعهد، هناك لسعة برد خفيفة رائعة تحت شمس دافئة، استنشقت الهواء النقي في لهفة. حدثني عن رواية ضد الصهيونية بعنوان «أرض الميعاد» لمؤلف سوفييتي شاب؛ البطل شاب روماني من أصل يهودي يهاجر إلى
Shafi da ba'a sani ba