في التاسعة مساء. بدت متعبة. شكرتني مرة أخرى على السوار وقبلتني في وجنتي. دعكت جبينها بإصبعها لتزيل ما عليه من غبار. عرضت عليها أن تشرب نبيذا أو فودكا . ظهر على وجهها تعبير ماكر وأزاحت خصلة شعرها إلى خلف أذنها. سألتني: لماذا؟ كنت أتحرك طوال الوقت واقفا أو جالسا، وهي منتبهة لكل حركة تبدر مني كأنها تتوقع شيئا. ساعدتها في مراجعة دروس اللغة الإنجليزية. في منتصف الليل أعلنت رغبتها في الانصراف. قلت: الوقت متأخر. سأوصلك. أين ستبيتين؟ قالت: في
الأبشجيتي . قلت: مفتوحة؟ قالت: سأتمكن من الدخول. قلت: إذا لم تتمكني فتعالي هنا. رافقتها حتى المصعد. كانت تراقبني بركن عينها ومنتبهة لكل حركة مني كأنها تتوقع أن أحتضنها في أي لحظة.
47
تلفنت
مادلين
في الساعة السادسة كما طلبت منها. قالت: أنا أعلم أنك لا تريد أن تراني لأني لست مفيدة الآن بعد الجراحة. اتفقنا على اللقاء أمام
البلشوى . ذهبت معها إلى منزل
عبد الحكيم . لم تكن زوجته قد عادت من
أوكرانيا . وشممت رائحة مشاكل بينهما. سهرنا معه هو وزميلة له في العمل ذات شفتين غليظتين وتدعى
إيما ، وفتاة طويلة تجيد الإنجليزية لا تكف عن الكلام السريع اللاهث تدعى
Shafi da ba'a sani ba