============================================================
جس يا غلام : القلب إذا عمل بالكتاب والسنة قرب، فإذا قرب علم وأبصر ما له وما عليه، ومالله عز وجل وما لغيره وما للحق وما للباطل. إذا كان المؤمن له نور ينظر به فكيف لا يكون للصديق المقرب. المؤمن له نور ينظر به؛ ولهذا حذر النبي (1/11) صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم من نظره فقال: "إتقوا فراسة المؤمن / فإنه ينظر بنور الله عز وجل"(21).
والعارف المقرب يعطى أيضا نورا يرى به قربه من ربه عز وجل، ويرى قرب ربه عزوجل من قلبه، ويرى آرواح الملائكة والنبيين وقلوب الصديقين وأرواحهم، يرى أحوالهم ومقاماتهم، كل هذا في سويداء قلبه وصفاء سره، وهو أبدا في فرحة مع ربه عز وجل، وهو واسطة يأخذ منه ويفرق على الخلق. منهم من يكون عليم اللسان والقلب، ومنهم من يكون عليم القلب ألكن (22) اللسان، وأما المنافق فهو عليم اللسان ألكن القلب، كل علمه (22) في لسانه؛ ولهذا قال النبي (11/با صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "أخوف ما أخاف (على أمتي كل منافق عليم اللسان"(24): (21) أخرجه الترمدي، كتاب التفسير باب من سورة الحجر، 3127، عن آبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأخرجه الديلمي في "الفردوس"، 1554، عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ "المؤمن ينظر بنور الله عزوجل الذي خلق منهه.
(22) الكن: الذي لا يقيم العربية من عجمة لسانه (انظر اللسان مادة لكن) .
(23) في (ب): عمله.
(24) رواه ابن عدي في "الكامل"، عن أبي عثمان التهدي، قال: كنت تحت منبر عمر بن
Shafi 24