============================================================
كافيها ومكافيها. متى كان الايجاد فعلي دوام الإمداد. متى كان /الخلق فعلي دوام [1/210] الرزق: ويحك هل تدعو لدارك إلا من تريد أن تطعمه، وهل تنسب لنفسك إلا من تحب آن تكرمه.
ايها العبد: اجعل همك بي مكان همك برزق فان، ما حملته عنك فلا تتعبن به، وما تحمله لك فكن آنت به. أندخلك داري ونمنعك جودي. أطالبك بحقي وأمنعك جودي. أقتضي منك خدمتي ولا أقضي لك قسمتي، لك قسمة عندي.
لا يبقى عندي(52). لك هيات منتي وفيك أظهرت رحمتي، وما قنعت لك بالدنيا حى أزهرت لك جنتي، وما اكتفيت بذلك حتى ألحقتك دويتي فإذا كانت هذه أفعالي فكيف تشك في أفضالي.
أيها العبد: لا بد لنعمتي من آخذ ولفضلي من قابل، وأنا الغني عن الانتفاع بالمنافع لما دل / عليه الدليل القاطع، فلو سالتني أن أمنعك رزقي ما أجبتك، ولو (210/ب] سألتني أن أحرمك من فضلي ما حرمتك. فكيف وأنت دائما تسألني، وكثيرا ما تطلب مني، فاستح مني إن كنت لا تستحي، وافهم عني. ولقد أعطي كل العطاء من هم عني أيها العبد: تخيرني ولا تتخير علي، ووجه قلبك بالصدق إلي فإنك إن تفعل اريك غرائب لطفي، وبدائع جودي، وامنع سرك. بشهودي اظهرت الطريق لأهل التحقيق، وبينت معالم الهدى لذوي التوفيق. فبحق سلم إلي الموقنون، وبتبيان توكل علي المؤمنون. علموا أني لهم خير من أنفسهم وأن تدبيري لهم أجدى عليهم من تدبيرهم لها فدعوا ربوبيتي مستسلمين(، وطرحوا آنفسهم بين يدي 1/2117] مفوضين فعوضتهم عنه ذلك راحة في نفوسهم، ونورا في عقوهم، ومعرفة في (52) أي أن العبد لا يموت حتى يستكمل رزقه المقدر له كاملا.
Shafi 221