============================================================
إلا الشيخ عبد القادر(1). وكذا قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-(2).
دان جميع العلماء والأولياء في عصره للشيخ؛ ففي الفقه بز أقرانه العلماء، وخضعت له رقاب الأولياء، كما اشتهر عنه قوله: (قدمي هذه على رقبة كل ولي لله). وقد اعترفت له سائر العلماء وسائر الأولياء بذلك، وبايعوه بالسلطنة عليهم، فأضحى سلطان الأولياء.
قال - رحمه الله تعالى - حائا على التمسك بالكتاب والسنة والتزام نهج أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: كل حققة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة، طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة، ادخل عليه ويدك في يد الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، اجعله وزيرك ومعلمك، دع يده تزينك وتمشطك وتعرضك عليه(1).
كان - رحمه الله تعالى - يتكلم على الخواطر في مجلسه رغم أن مجلسه يضم سبعين ألفأ، وقد كثر تواتر الروات حول ذلك، يقول الشيخ أبو بكر العماد -رحمه الله تعالى - كنت قرات في أصول الدين، فاوقع عندي شكأ، فقلت: حتى أمضي إلى مجلس الشيخ عبد القادر، فقد ذكر أنه يتكلم على الخواطر، فمضيت وهو يتكلم، فقال: اعتقادنا اعتقاد السلف الصالح والصحابة. فقلت في نفسي: هذا قاله اتفاقا، فتكلم ثم التفت إلى ناحيتي، فأعاده، فقلت: الواعظ قد يلتفت، فالتفت إلي ثالثة، وقال: يا أبا بكر، فأعاد القول، ثم قال: قم قد جاء أبوك. وكان غائبا، فقمت مبادرا، وإذا أبي قد جاء(2).
(1) شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن العماد الحنبلي، ج200/4 (2) تتمة المختصر في اخبار البشر: لابن الوردي، ج111/2.
(3) الفتح الرباني والفيض الرحماني: للجيلاي، المجلس الرابع والأربعون.
(4) سير اعلام النبلاء: للذهبي، ج442/20 .
Shafi 13