سأله بعضهم أن يعطيه كتابا إلى بعض العمال يكون بمثابة وسيلة، فبعث الجاحظ بكتاب مختوم فيه: «هذا الكتاب مع من لا أعرفه، وقد كلمني فيه من لا أوجب حقه، فإن قضيت حاجته لم أحمدك، وإن رددته لم أذممك». فلما سئل عن ذلك قال: هذه علامة بيني وبين الرجل فيمن أعتني به. فقال المكتوب لأجله: أم الجاحظ عشرة آلاف في عشرة آلاف ... وأم من يسأله حاجة. فلما استنكر منه ذلك قال: هذه علامتي فيمن أشكره، فضحك الجاحظ.
قال أبو كريمة: ولعله هو الذي كتب الكتاب لأجله:
لم يظلم الله عمرا حين صيره
من كل شيء سوى آدابه عاري
بتت حبال وصالي كفه قطعت
لما استعنت به في بعض أوطاري
فكنت في طلبي من عنده فرجا
كالمستغيث من الرمضاء بالنار
إني أعيذك والمعتاذ محترس
من شؤم عمرو بعز الخالق الباري
Shafi da ba'a sani ba