429

Sabon A Hikima

الجديد في الحكمة

Editsa

حميد مرعيد الكبيسي

Mai Buga Littafi

مطبعة جامعة بغداد

Shekarar Bugawa

1403م-1982م

Inda aka buga

بغداد

وقد سبق في مباحث النفس وغيرها ، ذكر كثير مما يستدل به على | عناية الباريء ، جلت عظمته .

ولا يمكن نسبة هذه العناية والحكمة إلى واسطة ، من غير أن تنسب | إليه ، فإن موجد الأثر المحكم أبلغ في الأحكام من أثره . ولا بد من | الانتهاء إلى الموجد المحيط علمه ، الكامل قدرته ، البالغة حكمته ، وهو | الاله تعالى .

والشر الذي في العالم لا يقدح في عناية الواجب ، وإن كان داخلا | في القضاء الالهي . فإن من الأحوال ما لا علة مستقلة لها ، ولا هي | بجعل جاعل مغاير لفاعل الماهيات ، التي تنسب تلك الأحوال إليها . | فإنه من المعلوم أن الماهيات الممكنة ليس لها في ذواتها ، وفي كونها | ممكنة سبب ، ولا في حاجتها إلى علة لوجودها سبب ، ولا لكون المتضادين | متمانعين في الوجود علة ، ولا لقصور الممكن عن الوجود الواجب لذاته | أو نقصانه عن رتبته علة ، وكذا كون النار محرقة ، وكون القطن قابلا | لأن يحترق بها ، فإن كل ذلك من مقومات الماهيات ، وطبيعة الامكان ، | أو من لوازمها .

ومثله كون إحدى غايات بعض الموجودات مضرة ببعض آخر منها ، | أو مفسدة لها . كما أن غاية القوة الغضبية مضرة بالعقل ، وإن كنت | خيرا ، بحسب تلك القوة .

وقد عرفت كيفية لزوم الضروريات للغايات ، فكل ما وجوده على | كماله الأقصى ، وليس فيه ما بالقوة ، فلا يلحقه شر ، فإن الشر هو | عدم وجود ، أو عدم كمال وجود ، فليس هو أمرا وجوديا ، بل هو | عدمي .

Shafi 594