359

Sabon A Hikima

الجديد في الحكمة

Bincike

حميد مرعيد الكبيسي

Mai Buga Littafi

مطبعة جامعة بغداد

Shekarar Bugawa

1403م-1982م

Inda aka buga

بغداد

وكل فلك من أفلاك الكواكب المتميزة في عدة أفلاك ، بعضها | محيط بالأرض ، وبعضها غير محيط بها ، كما عرفت . فهذه ( و ) | | أمثالها لا تتحصل ألا من عقول كثيرة ، أو ( هيئات ) من هيئات كثيرة | في عقل واحد ، لا يحصل في ذلك العقل الواحد ، ألا بمقايسته إلى عقول | كثيرة أيضا .

وكيف كان فلا بد من تكثر العقول في صدور هذه الأشياء المتكثرة ، | التي قد بين أنه لا يمكن أستنادها من أقسام الموجودات إلى غير العقل .

وعلى مثل هذا تدل كثرة المتشبهات في النفوس الفلكية المختلفة | التحريكات . فإنها إن كانت لاختلاف العقول فهو المطلوب ، وإن كانت | لاختلاف هيئات في عقل واحد ، فيلزم منه أيضا وجود عقول متعددة . | فلا تصدر هذه الأفلاك وكواكبها ونفوسها المحركة لها ، ألا بعد وجود | كثرة وافرة من العقول ، ولا تأخذ الأفلاك في الترتيب في أول ما تأخذ | العقول في ذلك ، بل العقول يحصل منها مبلغ على الترتيب العلي | والمعلولي . وينفعل البعض عن البعض بهيئات كثيرة ، حتى يمكن | وجود ما قد وجد .

وما تحصل منه النفوس أشرف مما تحصل منه الأجسام ، وما | يتحصل منه الأشرف من كل جملة أشرف مما يتحصل منه الأدون فيها ، | فيحصل من الأشرف الأشرف ، ومن النازل النازل ، ومن المتوسط | المتوسط ، مع احتمال أن يكون ذلك الشرف وما يقابله في ذوات العقول | أو في هيئاتها التي باعتبارها كانت مبادئ أمور متكثرة . وهذه العقول | هي أشرف الموجودات ، وبينها من النسب العددية عجائب تحصل منها | في النفوس . وللأجسام عجائب أيضا .

Shafi 521