315

Sabon A Hikima

الجديد في الحكمة

Bincike

حميد مرعيد الكبيسي

Mai Buga Littafi

مطبعة جامعة بغداد

Shekarar Bugawa

1403م-1982م

Inda aka buga

بغداد

الفصل السابع

إثبات النفوس السمائية

وكيفية تصوراتها وتحريكاتها

قد عرفت وجود الحركات الدورية للأجرام السماوية ، وعرفت | اختلاف الأفلاك والكواكب ، في جهات تلك الحركات ، وفي ( لوحة 337 ) | سرعتها وبطئها وفي أن بعضها بالذات ، وبعضها بالعرض ، وإن ما | بالعرض لا بد وأن يكون تابعا لما بالذات .

وقد عرفت أيضا أن الحركة التي بالذات : إما قسرية أو طبيعية | أو إرادية . فالحركات المستديرة للسمائيات ، لا تخرج عن أحد هذه ، | والأولان باطلان ، فتعين الثالث ، وهو كونها إرادية . أما بطلان كونها | قسرية ، فلان حركات الأفلاك لو كانت قسرية ، لكانت على موافقة | حركة القاسر ، فإن التحريك القسري لا يكون إلا بالاستصحاب ، فكان | يجب ألا يختلف في الأقطاب وقد علمت ( أن ) اختلافها فيها .

ثم أعلى ما يتحرك من الأفلاك ليس فوقه ما يحركه ، وما تحته أن | دافعه أو زاحمه ، ليكون قاسرا ، فتلك المزاحمة والمدافعة حركة أيضا .

فإن كانت قسرية فلا بد وأن تنتهي إلى إرادة أو طبيعة تصدر | عنها بعض الحركات السمائية . إذ يعلم قطعا أن العالم العنصري غير | قاسر في الحركة للعالم السماوي .

فالسماويات إن كانت فيها ما حركته قسرية فليس كلها كذلك . | فنجعل كلامنا فيما ليس بقسري الحركة .

وأما بطلان كونها طبيعية ، فلما علمت في مباحث الحركة أن الحركة | | فإنه يسبقه تصور ، فهذه الحركة يسبقها تصور .

Shafi 475