Sabon A Hikima
الجديد في الحكمة
Bincike
حميد مرعيد الكبيسي
Mai Buga Littafi
مطبعة جامعة بغداد
Shekarar Bugawa
1403م-1982م
Inda aka buga
بغداد
Nau'ikan
وإذا بلغت الارادة والرياضة بالعارف حدا ما ، ربما عنت له | خلسات من اطلاع لنور الحق عليه لذيذة ، كأنها بروق تومض إليه ، ثم | تخمد عنه .
وقد تكثر عليه هذه الغواشي ، إذا أمعن في الارتياض ، وربما | غشيته في غير حال الرياضة . وربما صار المخطوف مألوفا ، والوميض | شهابا بينا . ولعله يتدرج إلى أن يكون له ذلك متى شاء وربما انتهى | به ذلك إلى أن يغيب عن نفسه ، فيلحظ جناب القدس فقط . وأن لحظة | نفسه : فمن حيث هي لا خطة ، لا حيث هي بزينتها ، وهذه آخر درجات | السلوك إلى الحق . وما يليها هو درجات السلوك فيه .
وهناك درجات ليست أقل من درجات ما قبله ، وهي مما لا يفهمها | الحديث ، ولا تشرحها العبارة ، ومن أحب أن يعرفها فليتدرج إلى أن | يصير من أهل المشاهدة لها ، دون المشافهة بها .
والمراد بالمشاهدة ههنا ، هو الادراك بلا منازعة من قوة أخرى ، | بخلاف اليقين . ومن طلاب هذه الطريقة ، من يكون مائلا إلى الجناب الأعلى | بأصل فطرته ، من غير تعلم علم . ومنهم من يميل إليه بما اكتسبه من العلوم | الحقيقية ، أو من مجرد السماع والتقليد .
وإذا لم يكن المريد عالما ، فلا بد له من شيخ محقق محق ، سالك ، ليرشده | إلى سواء السبيل . ويحتاج إلى ألا يتفق له من الخطأ والأحوال البدنية | والنفسانية ، ألا ما ينفره عن العالم الأدنى ، ويرغبه في العالم الأعلى .
ومن ضرورياته ترك الفضول ، وإصلاح الضروريات . ومن | الفضول العلوم التي لا يستعان بها على القرب إلى الله تعالى . ومن | الضروريات الغذاء ، فيجب إصلاحه ، بأن يكون قليل الكمية ، لئلا | يقع الاشتغال بهضمه ، عن التوجه إلى المطلوب كثير الكيفية ، ليستدرك | بذلك خلل قلبه .
Shafi 460