276

Sabon A Hikima

الجديد في الحكمة

Bincike

حميد مرعيد الكبيسي

Mai Buga Littafi

مطبعة جامعة بغداد

Shekarar Bugawa

1403م-1982م

Inda aka buga

بغداد

ولأن المدرك الحافظ والمتصرف شيء واحد ، يصدر عنه كل فعل | باعتبار آلة أو قوة متعلقة بها . وإنما هدي الناس إلى القضية بأن | التجاويف المذكورة هي الآلات في الانسان ، أن الفساد إن اختص بتجويف | أورث الآفة فيه ، كما دلت عليه التجارب الطبية ، ولا يتميز بهذا البيان | موضع المدرك من موضع الحافظ .

ولا تتبين به أيضا موضع القوة الوهمية ، فإن الأطباء لم يتعرضوا إلا | للخيال الذي آلته البطن المقدم من الدماغ والفكر الذي آلته البطن | الأوسط ، المسمى بالدودة ، وللذكر الذي آلته البطن الأخير ، وحامل | جميع القوى النباتية والحيوانية ، ( و ) هو الروح ، وقد سبق ذكره ، | وعلم أنه غير النفس الناطقة ، وإن سميت روحا أيضا .

وهو جسم لطيف يتولد في القلب ، ويحصل من لطافة الاخلاط | وبخاريتها فما يسري منه إلى الكبد ، تتم به الأفعال النباتية ، وما يصعد | إلى الدماغ ويعتدل بتبريده يتم به أفعال الحس والحركة الارادية .

وكما وصل إلى عضو هو آلة فعل ، اكتسبت من مزاج ذلك العضو | مزاجا ، يستعد به لقبول قوة تؤثر ذلك الفعل .

وإذا وقعت سدة تمنع من سريانه إلى عضو ، بطل فعل ذلك العضو . | وإذا انحبس إلى باطن البدن ، كما في النوم ، تعطلت الحواس الظاهرة ، | وقويت أفعال الباطنة ، وأفعال القوى الطبيعية ، ولولا لطافته لما صح | سريانه في شباك الأعصاب والعظام ، وكل ذلك دلت التجارب الطبية | عليه . |

Shafi 435