255

Sabon A Hikima

الجديد في الحكمة

Bincike

حميد مرعيد الكبيسي

Mai Buga Littafi

مطبعة جامعة بغداد

Shekarar Bugawa

1403م-1982م

Inda aka buga

بغداد

وإن كان : لا هذا ، ولا هذا ، فللشيئية جزء ، هو لا شيء ، وكل | | هذا محال . ومن المعلوم أن محل المعقول الغير المنقسم ، هو محل سائر | المعقولات ، وكذا الذي حضر عنده مدرك غير ذي وضع ، هو الذي يحضر | عنده سائر المدركات .

فالمدرك منا لذي وضع ، ولغير ذي وضع ، هو غير جسم ، ولا | جسماني في ذاته .

ومن تأمل الملكات التي لا تتجزأ بالتجربة الاتصالية كالشجاعة والجبن | والتهور ( لوحة 319 ) وملكة الفطنة والعلم ، علم أنها لا تحصل للجسم ، | ولا لعرض سار فيه ، وإلا انقسمت بالقسمة الاتصالية . ولا تحصل أيضا | لجزء من الجسم ، ولو جاز كونه في ذاته جزءا لا يتجزأ ، وإلا لكانت هذه | الأشياء بأسرها ذوات أوضاع . وإدراكنا لذاتنا لا يفضل على ذاتنا ، فإن | الكل لا يقع الشعور به ، دون الشعور بأجزائه . وكما استمر شعور | الانسان بذاته مع الغفلة عن أجزاء بدنه من القلب والدماغ وغيرهما . | فكذلك استمر شعوره بذاته ، مع غفلته عما يفرض فضلا للنفس مجهولا ، | ولو كان يشعر بذاته بصورة تحصل في ذاته من ذاته ، لكان مشارا إليها | بهو ، لا بأنا ، فليس إدراكه لذاته بأمر زائد : صورة كان أو غيرها ، | وجوديا أو غير وجودي . ونجد أنا عندما نشعر بذاتنا ، وعندما نشير | إليها ، لا نجد في ذاتنا إلا أمرا يدرك ذاته .

وما يفرض من سلب موضوع أو محل أو إضافة بدن ، أو أمر آخر ، | أي شيء كان ، فهو عرض خارج عنها ، ولو كان لها فضل مجهول ، مع أنها | مدركة لذاتها بغير صورة ، وذاتها كما هي غير غائبة عنها ، لكانت مدركة | له ، فلم يكن مجهولا . هذا خلف .

Shafi 413