وفي بعض الخجل قالت: نعم في الشهر الثاني. - إذن تقعدين مع الرجال واتركيني مع وهيبة نرص كل شيء. - هل هذا معقول؟ - هذا هو المعقول الوحيد.
وانصاعت صبيحة وجلست مع الرجال. ودار الحديث الذي لم تشارك فيه صبيحة بشيء يذكر، فقد كان الحديث كله حول مدبولي وما يصنعه بمتولي. وانتهى بتوفيق قائلا: لا تفكر فيه أنا عندي دواؤه. - تعمل في معروف العمر. - فقط أعطني بعض الوقت. - عندك من الوقت ما تشاء. - حتى أعرف العاملين معك، وأعطي نفسي فرصة للتعرف على العمل في الوكالة. - بسيطة. - توكل على الله. •••
سار العمل بين الشريكين على خير ما يكون ، فقد كانا متوافقين في أخلاقهما الخاصة بالعمل. ولم يؤثر شح توفيق على عملهما معا فقد كان متولي يشجع هذا البخل في التجارة، فالعائد منه ينتفع به الشريكان. ومرت الأيام وغير متولي رأيه في توفيق، ذلك الرأي الذي ثبت في ذهنه حين كان توفيق يماكس الحاج خيري الوزان في شراء الشقة. •••
الفصل الثامن
أصبحت صبيحة صديقة حميمة لتفيدة البرشومي وزبيدة الكرماوي زوجتي متولي. وقد تعجب أن تتفق ضرتان على صداقة واحدة، ولكن إذا علمت أنهما ضرتان على غير خلاف، وهو أمر نادر الحدوث ولكنه حدث، وهكذا لا عجب هناك. وكذلك لا عجب أن الضرتين عاونتا صبيحة عندما ولدت ابنتها التي أسماها بموافقة أمها «مبروكة»، تفاؤلا بنقلتهم إلى القاهرة. ومر عام آخر وجاءت صبيحة بأخ لمبروكة أسمياه «فتحي» آملين أن يكون فاتحة خير.
وبعد الولادة بأيام قال توفيق لزوجته: الحمد لله أصبح عندنا الولد والبنت. - أنا فاهمة قصدك. - ما رأيك؟ - الأمر أمرك. - علينا أن نفكر في المصاريف التي سننفقها عليهما. - أنا طبعا أعرف طبعك ولن أحمل بعد هذا، إنما لي عليك شرط. - منذ متى يكون لك علي شروط؟ - هذه المرة فقط، وبعد ذلك لن تسمع مني هذه الكلمة أبدا. - قولي. - يتعلم الاثنان حتى يأخذا الشهادة العالية. - الاثنان؟ - أنا خرجت من المدرسة صغيرة، ولهذا تجدني لا أفهم شيئا من أعمالك مطلقا ولا أريد لمبروكة أن تصبح مثلي. - وإذا جاءها العريس؟ - ينتظر حتى تتم تعليمها. - نحن نتكلم عن أشياء يفصل بيننا وبينها سنوات طوال. - أعرف، ولكن أريد أن أطمئن. - توكلي على الله. - كله على الله. ولكني أريد أن أسمع منك وعد رجل. - أعدك وأمري إلى الله. •••
انفرد توفيق بمتولي في الوكالة وقال متولي: أنت تأخرت علي في موضوع مدبولي. - العمال عندك لا يصلحون للعملية التي أريد القيام بها. نأتي بعمال معهم. - تنزل البلد وتأتي لي بكم رجل من أولاد الليل الذين يفوتون في الحديد. - ما أكثرهم عندنا. ولماذا لم تقل لي هذا من زمان؟ - لا شأن لك. كنت أحتاج إلى وقت لأدرس العملية. - أنزل بكرة البلد. - توكلنا على الله. - كم رجلا تريد؟ - يكفيني اثنان يقومان بالعملية ويعودان. - ولماذا يعودان؟ سيبقيان في الوكالة. - يبقيان في الوكالة؟! ولماذا ندفع لهما مرتبا. - لا تخف، أمثال هذين مكسب. وإن كنت لا تريدهما أعطيهما المرتب من نصيبي في الوكالة. - لا. سأشترك معك فعلا، وجود مثلهما مكسب. •••
ازداد مكسب الشريكين، وبعد أن كانت الأرباح تعد بالآلاف دخلت ميدان الملايين. وكان كلاهما لا يقنع بما يكسب وإنما كلاهما يطلب المزيد. وطبعا اتسعت تجارة توفيق في الإقراض بالربا الفاحش، وقد ارتفعت الأرقام إلى مبالغ كبرى ولم يعد يقبل من المدين إيصال أمانة بل حل مكانه الشيك. والعجيب أن هذه الأموال الضخام لم تمنع توفيقا أن يفكر لتدبير عملية مدبولي ليزداد هو وشريكه بها ثراء. •••
أحضر متولي معه سرحان النمر وبكري الشماع، وكان كلاهما من القتلة المحترفين. وحين عرف توفيق تاريخ حياتهما راح أربعتهم يضع تفاصيل الخطة التي فكر فيها توفيق. •••
كان التدبير يوم السبت، وتم الاتفاق على التنفيذ يوم الإثنين.
Shafi da ba'a sani ba