وفي يوم السبت سادس شهر ربيع الآخر، سنة خمس وخمسين وثمانمائة، رسم السلطان، بأن يدعى على ناظر الجيش المحب بن الأشقر، عند القاضي الشافعي، الشرف المناوي؛ من أجل تركه عبد الرزاق، التي ورث منها التركي، وكان ابن الأشقر وصيا عليها، فلم يزل التركي بعد ظهوره، يقوم ويقعد، حتى أثبت في ذهن السلطان خيانته فيهان فهزه غير مرة؛ ليقدم له من المال ما يكفه به عنه، فلم يفعل ما أرضاه، فأوقع به ما ذكر، فأقام التركي وكيلا، فادعى عليه أنه اشترى من التركة أعيانا، باثنتين وسبعين ألفا، بغير طريق شرعي؛ لأن على التركة دينا، فأجاب، بأنه لم يبع من التركة شيء، إلا بعد وفاء الدين بمقتضى هذا الإشهاد، وأن الأعيان المذكورة لم يشترها إلا ممن اشترى من التركة، فقال التركي ملقنا لوكيله: كان على التركة دين آخر يعلمه. فأجاب: بأنه لا يعلمه.
Shafi 111