سرت بعض الغمغمة بين الفتيات اللواتي ينحدرن من أصول نورماندية، ولكن صياح الجماهير «تحيا الليدي روينا ملكة الحب والجمال المختارة والشرعية!» حجب أصوات السخط هذه، وأضاف إليه كثيرون من المنطقة السفلية قائلين: «تحيا أميرة الساكسونيين! تحيا سلالة ألفريد الخالد!»
على الرغم من أن هذه الأصوات لم تلق استحسانا لدى الأمير جون ومن حوله، وجد نفسه، مع ذلك، ملزما بالتصديق على ترشيح المنتصر؛ ومن ثم غادر عرشه بعد أن طلب مطيته، ودخل ساحة النزال مرة أخرى ممتطيا حصانه الإسباني الصغير ومصحوبا بحاشيته.
وكز حصانه بالمهماز، وجعله يقفز للأمام نحو الرواق الذي كانت تجلس فيه روينا، حيث كان التاج لا يزال عند قدميها.
قال: «تقلدي يا سيدتي الجميلة رمز سيادتك الذي لا يفوقنا، نحن جون أوف أنجو، إخلاصا في نذور ولائنا له أحد، وإن أردت اليوم، أنت وأقاربك وأصدقاؤك النبلاء، أن تشرفي مأدبتنا في قلعة آشبي، فأعلمينا لنخبر الإمبراطورة التي سنكرس الغد لخدمتها.»
ظلت روينا صامتة، وأجاب سيدريك عنها بلغته الساكسونية الأصلية.
قال: «لا تعلم السيدة روينا اللغة التي ترد بها على مجاملتكم، أو التي تؤدي بها دورها في مهرجانكم. وأنا والنبيل أثيلستان أوف كوننجزبيرج كذلك لا نتحدث إلا لغة آبائنا، ولا نسلك إلا سلوكهم؛ لذلك نمتنع، مع الشكر، عن قبول دعوة سموكم الكريمة إلى المأدبة. غدا ستحمل السيدة روينا على كاهلها أعباء المنزلة التي أنزلها إياها الترشيح الحر للفارس المنتصر، التي صدق عليها تهليل الجماهير.»
الفصل التاسع
يجب علينا الآن تغيير المشهد إلى منزل ريفي في إحدى ضواحي آشبي يمتلكه إسرائيلي ثري، حيث كان يقيم إيزاك وابنته في ضيافته.
في غرفة صغيرة حقا، ولكنها مجهزة بالكثير من الزخارف ذات الطابع الشرقي، كانت ريبيكا جالسة على كومة من الوسائد المطرزة، التي كانت متراصة أمام منصة منخفضة أحاطت بالغرفة، بدلا من الكراسي والمقاعد. كانت تراقب حركات أبيها، وهو يذرع الغرفة جيئة وذهابا بطلعة مغتمة وخطوات مضطربة؛ أحيانا يشبك يديه، وأحيانا أخرى يجول بنظراته في سطح الغرفة. ثم صاح: «يا يعقوب! يا آباء قومنا الاثني عشر المقدسين! يا لها من مغامرة خاسرة لشخص التزم كما ينبغي بكل صغيرة وكبيرة في ناموس موسى. خمسون من العملات الذهبية انتزعت مني دفعة واحدة، وببراثن طاغية!»
قالت ريبيكا: «ولكن يا أبي، بدا أنك قد أعطيت الذهب للأمير جون طواعية.» «طواعية؟! فلتصبه الضربات التي أصابت مصر! أتقولين طواعية؟ أجل، طواعية كما حدث لي في خليج ليون، عندما رميت بضائعي لأخفف حمولة السفينة، بينما كانت العاصفة تتقاذفها، كاسيا الأمواج المتلاطمة الهائجة بحرائر منتقاة، وعطرت زبدها المالح بالمر والألوة. ألم تكن تلك ساعة من البؤس الذي يعجز اللسان عن وصفه، على الرغم من أني قمت بهذه التضحية بيدي هاتين؟»
Shafi da ba'a sani ba