قال الحاج: «لا أتلكأ، ولكن يجب علي تأمين وسيلة مغادرة هذا المكان. اتبعني.»
قاد الطريق إلى الصومعة المجاورة، التي كان فيها جيرث مربي الخنازير، وقال: «انهض يا جيرث. انهض سريعا. افتح البوابة الخلفية، واجعلني أخرج أنا واليهودي.»
قال جيرث: «اليهودي يترك روثيروود. يجب أن ينتظر كل من كان يهوديا أو غير يهودي حتى تفتح البوابة الكبيرة؛ فلا ندع الزوار يغادرون متسللين في هذه الساعات غير المناسبة.»
قال الحاج بنبرة آمرة: «ولكني لا أعتقد أنك سترفض لي ذلك الطلب.»
قال ذلك وانحنى على سرير مربي الخنازير المضطجع وهمس بشيء في أذنه باللهجة الساكسونية. هب جيرث واقفا كما لو كان قد تكهرب، وأضاف الحاج قائلا: «احترس يا جيرث، يجب أن تكون حريصا. أقول لك افتح البوابة الخلفية، وستعرف المزيد قريبا.»
أطاعه جيرث بخفة وسرعة، وتبعهما اليهودي متعجبا من التغير المفاجئ في سلوك مربي الخنازير.
بمجرد خروجهم من البوابة الخلفية قال اليهودي: «بغلتي! بغلتي!»
قال الحاج: «اجلب له بغلته، واسمع، اجلب لي واحدة أخرى؛ كي أتحمل رفقته حتى يتجاوز هذه الأنحاء. وسأرجعها لك سالمة مع أحد مواكب سيدريك في آشبي. أما أنت ...» وهمس بالباقي في أذن جيرث.
قال جيرث: «سأفعل، سأفعل عن طيب خاطر.» ثم غادر على الفور لينفذ مهمته.
وسرعان ما ظهر على الجانب الآخر من الخندق المائي ومعه بغلتان؛ فعبر المسافران الخندق فوق جسر متحرك، وسرعان ما وصلا إلى البغلتين. ثبت اليهودي بعد ذلك، بسرعة وبيدين ترتجفان، خلف السرج حقيبة صغيرة من قماش البقرم الأزرق كان قد أخرجها من تحت عباءته، وكانت تحتوي - كما غمغم قائلا: «على ملابس للتغيير، فقط ملابس للتغيير.» ثم امتطى البهيمة بخفة، ولم يضع وقتا في تسوية حواف سترته الطويلة لتحجب الحمولة التي كانت معه تماما عن الأنظار.
Shafi da ba'a sani ba