137

قال وامبا: «كلا، إذن، أرجوك أن تجعلني ألقي نظرة عن قرب على ذلك البوق ذي النفير القوي.»

فك الفارس إبزيم حزام الكتف، وأعطاه لرفيق سفره الذي علق البوق على الفور حول عنقه.

قال مصفرا بالنغمات: «ترا - ليرا - لا. كلا، إنني أعرف السلم الموسيقي كما يعرفه أي شخص آخر.»

قال الفارس: «ماذا تعني أيها الوغد؟ أعد إلي البوق.» «اطمئن يا سيدي الفارس؛ إنه في يد أمينة. عندما يسافر الباسل والأحمق معا، يجب أن يحمل الأحمق البوق؛ لأنه الأفضل في نفخه.»

قال الفارس الأسود: «كلا أيها الوغد، هذا يتجاوز صلاحياتك؛ فانتبه ولا تعبث مع صبري.»

قال المهرج وهو يبقي مسافة بينه وبين البطل النافد الصبر: «لا تنذرني بالعنف، يا سيدي الفارس، أو سيرجع الأحمق أدراجه تاركا الباسل يتلمس طريقه عبر الغابة قدر استطاعته.»

قال الفارس: «كلا، لقد أصبتني بتلك، وأقول لك برفق إنه ليس لدي الكثير من الوقت للتناحر معك. فلتحتفظ بالبوق إن أردت، ولكن دعنا نتقدم في رحلتنا.»

قال وامبا: «لن تؤذيني إذن؟» «قلت لك لا أيها الوغد!» «والآن، يرتدي الأحمق البوق، ولينهض الباسل ويهز عرف فرسه؛ حيث إنه، إن لم أكن مخطئا، ثمة رفقة في تلك الأجمة هناك يترقبوننا.»

قال الفارس: «ما الذي جعلك تقرر هذا؟» «لأنني لاحظت مرتين أو ثلاث مرات وميض خوذة من بين أوراق الشجر الخضراء. ولو كانوا رجالا شرفاء لالتزموا بالطريق، ولكن تلك الأجمة هناك ما هي إلا كنيسة صغيرة لرجال الدين التابعين للقديس نيكولاس.»

قال الفارس مغلقا قناع خوذته: «أقسم بإيماني، إنك على حق.»

Shafi da ba'a sani ba