قال إيزاك وقد انزعج أكثر من ذي قبل: «فليساعدني بوعد الرب لإبراهيم، أيها السادة العدول، أن شفتي لم تنبسا بمثل هذا القول! وا حسرتاه! إنني رجل مسن معدم، وأخشى أنه ليس لي أبناء. ترفقوا بي، واتركوني أذهب!»
قال الراهب: «كلا، إن كنت ستتراجع عن العهود التي تعهدت بها لصالح الكنيسة المقدسة، فتجب عليك كفارة.»
وهكذا رفع سلاحه، وكاد أن ينزل عصاه بكل قوة على كتفي اليهودي، لولا أن الفارس الأسود أوقف الضربة؛ ومن ثم تحول غضب الكاهن المقدس إليه.
قال: «أقسم بالقديس توماس، قديس كينت، أنني سأتمنطق بعدتي، وأعلمك يا سيدي المحب الكسول ألا تتدخل إلا فيما يعنيك، رغم خوذتك الحديدية هذه.»
قال الفارس: «لا، لا تغضب مني؛ فأنت تعلم أنني صديقك الحميم ورفيقك.»
قال الراهب وهو يطبق على قبضته الضخمة: «صدقا، يا صديقي، سأمنحك لطمة.»
قال الفارس: «يسعدني أن أتلقى لطمتك على سبيل القرض، ولكنني سأردها لك مع فوائدها. اضرب، أيها الراهب، إن كنت تجرؤ، وسأتحمل ضربتك إن تحملت ضربتي.»
قال رجل الكنيسة: «إنك تتميز عني بذلك الوعاء الحديدي على رأسك، ولكن خذ هذه. سأطرحك أرضا.»
شمر الراهب عن ذراعه المفتول العضلات، ومودعا قوته كلها في الضربة أعطى الفارس لطمة كانت كافية لأن تسقط ثورا، لكن خصمه وقف في ثبات كالصخر.
قال الفارس وهو يخلع قفازه: «الآن أيها القس، إن كانت لدي ميزة على رأسي فلن يكون لي ميزة في يدي. قف ثابتا كرجل حقيقي.»
Shafi da ba'a sani ba