Kyautattun Hadisai Na Musamman
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
Bincike
عبد القادر الأرناؤوط - طالب عواد
Mai Buga Littafi
دار ابن كثير دمشق
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
Zantukan zamani
ونقصان، فالكمال في قلة الوجود: أنه يرجع إلى واحدة؛ إذ لا أقل من الواحد، ويكون بحيث يستحيل وجود مثله، وليس هذا إلا لله، فإن الشمس وإن كانت واحدة في الوجود ولكنها ليست واحدة في الإمكان؛ لأنه لا يمكن وجود مثلها. وأما كونه منتفعًا به، فالكمال فيه أن يكون جميع المنافع حاصلة منه، ولا يحصل من غيره، وما ذاك إلا لله ﷾، فإنه هو المبدئ لوجود جميع الممكنات، فإنه سبحانه هو الذي يحتاج إليه كل شيء في ذاته، وصفاته، وبقائه. أما صعوبة الوصول إليه؛ فالكمال فيه هو ألا يكون لأحد قدرة عليه، وتكون قدرته على الكل حاصلة، والحق كذلك؛ لأنه لا سبيل للعقول إلى الإحاطة بكنه صمدتيه، ولا سبيل للأبصار إلى الإحاطة بعظيم جلالة، ولا سبيل لأحد من الخلق إلى القيام بشكر آلائه ونعمائه، فثبت أن كمال هذه الصفات حاصلة لله ﷾ لا لغيره، فوجب القطع بأنه ﷾ هو العزيز المطلق. والله أعلم.
والمعنى: أن الله جل ذكره يخبر أنه العزيز الغالب، الذي لا يغلبه أحد، ولا يقهره شيء، بل هو القاهر فوق عباده، يفعل ما يشاء، ومن أراد من عباده عِزَّ الحياة الدنيا والآخرة؛ فليطعه يكن عزيزًا قويًا غالبًا، وذلك بأن يجتنب المنهيات، ويفعل المأمورات، ولا يقول إلا خيرًا. اللهم وفقنا لذلك، واهدِ العصاة من عبيدك يا رب!
شرح حديث: أنا أغني الشركاء عن الشرك
...
٥٨- " أنا أغني الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري؛ فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك" ١. رواه مسلم، وابن ماجه عن أبي هريرة
١ رواه أحمد في المسند "١/ ٣٠١ و٤٣٥"ومسلم رقم "٢٩٨٥"في الزهد، وأبو داود الطيالسي رقم "٢٥٥٩" وابن ماجه رقم "٤٢٠٢"من حديث أبي هريرة ﵁.
شرح حديث: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملا
...
٥٩- "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري؛ تركته وشركه". رواه مسلم، وابن ماجه عن أبي هريرة
ش- الغني-بكسر الغين المعجمة مقصورًا- يُقال على أضرب، أحدها: عدم الحاجات، والفاعل منه: هو الذي لا يحتاج إلى أحد في شيء، وكل أحد يحتاج إليه هو الغني المطلق، ولا يشارك الله فيه غيره، ومنه قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر:١٥] والثاني: قلة الحاجات، وهو المشار إليه بقوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا
1 / 83