172

Kyautattun Hadisai Na Musamman

الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية

Bincike

عبد القادر الأرناؤوط - طالب عواد

Mai Buga Littafi

دار ابن كثير دمشق

Inda aka buga

بيروت

ودنياهم، وسترُ عوراتهم، وسدُّ خلاتهم، ونصرتهم على أعدائهم، والذبُّ عنهم، ومجانبة الغش والحسد لهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه. والله أعلم.
١٣٦- "مُرُوا بالمعروف، وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم"١. رواه الديلمي عن عائشة.
ش- يُقال: أمره بكذا: طلب فعله منه. والاسم: الأمر، واحد الأوامر. والمعروف: هو اسمٌ جامع لكل ما عُرف من طاعة الله، والتقرب إليه، والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع. والنهي: ضد الأمر، ونهاه عن كذا، ينهاه، نهيًا، وانتهى عنه، وتناهى؛ أي: كف، وتناهوا عن المنكر: نهى بعضهم بعضًا. والمنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحه الشريعة، وهو ضد المعروف.
والمعنى -والله أعلم- أن: الله عزَّ، وجل أمرنا أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر؛ لئلا يأتي يوم، فتفشو فيه المعاصي، والمنكرات، ولا آمر، ولا ناهي، وتتسلط علينا الآفات، والبلايا، والمصائب بترك ذلك، فندعو الله جل ذكره فلا يجيب لنا دعاء، ونسأله كشف ذلك، فلا نعطى، ونستنصر بالله ﷿ من عدونا، وما حلَّ بنا، فلا ينصرنا، ولا يلتفت إلينا.
وقد جاء الحث بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتنفير من ترك ذلك، وتهديد من تركه في آيات كثيرة من القرآن الحكيم، وأحاديث تبلغ حد التواتر، فمن الآيات قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:١٠٤] وقال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة:٧٨] وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

١ رواه أحمد في المسند "٦/ ١٥٩". وابن حبان رقم "٢٩٠":والديلمي رقم"٥٥٥٥ "وابن ماجه رقم"٤٠٠٤"مختصرًا، والبزار رقم "٣٣٠٥"، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد"٧/ ٢٦٦"وقال: رواه أحمد والبزار. وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل. من حديث عائشة ﵂ نقول إسناده ضعيف وهو حديث حسن بشواهده.

1 / 173