بمؤونتها فَكَانَ يَقُول لَهَا يَا سكن أَنْت فِي جمالك ونبلك وأدبك وأخلاقك على هَذِه الْحَالة وَأَنا مقتور عَليّ وَلست أقوم بواجبك وَوَاللَّه مَا شَيْء من عرض هَذِه الدُّنْيَا أثر عِنْدِي من النّظر إِلَيْك وَمن الْقرب مِنْك فَتَقول سكن يَا مولَايَ أما إِذا كَانَ الْأَمر عل مَا تَقول فإنني أَصْبِر مَعَك وأتجزأ بقليلك وَلَا أكلفك مَالا تُطِيقهُ قَالَ فغبرا بذلك زَمَانا فِي ضيق وضنك بعيشهما يقاسيان الْأَمريْنِ من ضيق الْعَيْش وَسُوء الْحَال حَتَّى كادا يشرفان على الفضيحة وَكَانَ قد أعطي بهَا عشرَة آلَاف دينا وحديثهما فِي أحوالهما وأخبارهما مَشْهُور
وَمن النِّسَاء عَائِشَة بنت عبد الله العثمانية وَكَانَت خرجت على السُّلْطَان وَكَانَت من أهل مَكَّة وَلم يكن فِي زمانها أحد أشعر وَلَا أحسن أدبا وَلَا أَكثر علما مِنْهَا وَكَانَت من أنبل النِّسَاء وأعفهن ورعة يابسة الْوَرع دينة وعمدت إِلَى رجل من آل أبي طَالب فأخرجت إِلَيْهِ مَالا وأمرته وأمرته أَن يجمع الرِّجَال ومحاربة بني الْعَبَّاس فَجمعت جموعا كَثِيرَة وَفرقت أَمْوَالًا جليلة وَخرجت تحارب بِنَفسِهَا وَكَانَت من أشعر أهل زمانها وَأَشْعَارهَا مدونة مَرْفُوعَة فحاربت مرّة بعد أُخْرَى وَقتلت جمَاعَة وَقتلت وَكَانَت عَائِشَة بن عبد الله هَذِه تصف قدميها من أول اللَّيْل إِلَى الصَّباح تصلي وَرُبمَا جمعت فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة الْقُرْآن وَلم ير أحد إِلَى يَوْم النَّاس هَذَا أَشد اجْتِهَادًا مِنْهَا
وَمن الْجَوَارِي فضل الشاعرة وَكَانَت شاعرة مفلقة مقتدرة أديبة بارعة الْأَدَب كَامِلَة فصيحة نبيلة لَطِيفَة وَكَانَت تعشق سعيد بن حميد الْكَاتِب وأنفقت عَلَيْهِ أَكثر من ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَكَانَت من الْأَدَب بِمَنْزِلَة رفيعة ودرجة سنية عارفة بأخبار النَّاس وأيامهم تنشد أشعار الشُّعَرَاء فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَتعلم
1 / 135