Itmam Diraya
إتمام الدراية لقراء النقاية
Bincike
إبراهيم العجوز
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1405 AH
Inda aka buga
بيروت
وَأَنت فِي الْمُبَاح بِالْخِيَارِ بَين الْفِعْل وَالتّرْك وَإِن نَوَيْت بِهِ الطَّاعَة كالجلوس فِي الْمَسْجِد للاستراحة مضموما إِلَيْهِ نِيَّة الِاعْتِكَاف أَو التَّوَصُّل إِلَيْهَا كَالْأَكْلِ للقوة على الْعِبَادَة أَو الْكَفّ عَن الحارم كالجماع لكسر الشَّهْوَة حذرا من الْوُقُوع فِي الزِّنَا فَحسن يُثَاب عَلَيْهِ وَفِي الْأَخير حَدِيث مُسلم
وَفِي بضع أحدكُم صَدَقَة فَقيل أَيَأتِي أَحَدنَا شَهْوَته وَله فِيهَا أجر فَقَالَ أَرَأَيْتُم لَو وَضعهَا فِي حرَام أَكَانَ عَلَيْهِ وزر فَكَذَلِك إِذا وَضعهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ أجر
وأعتقد بعد مُرَاعَاة مَا سبق إِنَّك مقصر فِيمَا أتيت بِهِ وَأَنَّك لم توف من حق الله عَلَيْك مِثْقَال ذرة كَيفَ وإقداره إياك على مَا أتيت بِهِ نعْمَة مِنْهُ يجب عَلَيْك شكرها وَفِي مُسْند أَحْمد حَدِيث
لَو أَن رجلا يخر على وَجهه من يَوْم ولد إِلَى يَوْم يَمُوت فِي مرضاة الله تَعَالَى لحقره يَوْم الْقِيَامَة وأعتقد أَنَّك لست بِخَير من أحد وَلَو كَانَ بِحَسب الظَّاهِر من كَانَ فَإنَّك لَا تَدْرِي مَا الخاتمة لَك وَله وَقد قَالَ ﷺ
إِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى لَا يكون بَينهَا وَبَينه إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فَيدْخل النَّار وَإِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل النَّار حَتَّى مَا يكون بَينهَا وَبَينه إِلَّا ذِرَاع فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة فَيدْخل الْجنَّة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ
وَسلم لأمر الله تَعَالَى وقضائه مُعْتَقدًا أَنه لَا يكون إِلَّا مَا يُرِيد هُوَ لَا مَا تُرِيدُ أَنْت وَلَو حرصت فَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة اسْتَعِنْ بِاللَّه وَلَا تعجزن وَإِن أَصَابَك شَيْء فَلَا تقل لَو أَنِّي فعلت كَذَا وَكَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِن قل قدر الله وَمَا شَاءَ الله فعل فَإِن لَو تفتح عمل الشَّيْطَان وَإِيَّاك إِن تراقب أَحْوَال النَّاس أَو تراعيهم فينسد عَلَيْك أَبْوَاب كَثِيرَة من الْخَيْر إِلَّا بِمَا ورد بِهِ الشَّرْع من المداراة وَالْقَوْل السَّالِم من الْإِثْم وَالشَّر والصفح واستحضر فِي نَفسك ثَلَاثَة أصُول تعينك على مَا تقدم من الْوِصَايَة الأول أَن لَا نفع وَلَا ضَرَر إِلَّا مِنْهُ تَعَالَى وَأَنه قدر لَك رزقا ونفعا وَشدَّة وضررا فِي الْأَزَل وأصلا إِلَيْك لَا محَالة وَإِن جرى على يَدي شخص فبتقديره تَعَالَى كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز ﴿وَإِن يمسسك الله بضر فَلَا كاشف لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يردك بِخَير فَلَا راد لفضله﴾
1 / 164