17

إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

Mai Buga Littafi

دار الإيمان

Lambar Fassara

-

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

وشهد له الصحابة ﵃ بكمال البلاغ في الدنيا: فمنعوا بذلك أوهام المتخرصين أن يكون فرّط أو كتم أو خص بعض الناس بشيء من البيان العام الواجب تبليغه عليه ﷺ، فعن ابن عباس أنه جاءه رجل فقال له: إن ناسا يأتونا فيخبرونا أن عندكم شيئا لم يبده رسول الله ﷺ للناس، فقال ابن عباس: ألم تعلم أن الله ﷾ قال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ «١»، وعن مسروق عن عائشة قالت: من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب وهو يقول يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ «٢» . مادة البلاغ الأساسية: ومادة البلاغ الأساسية هي القران الكريم كما قال ﷻ: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (الأنعام: ١٩)، وقال ﷿: وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها (الأنعام: ٩٢) أي: «مكة ومن حولها من أحياء العرب وسائر طوائف بني ادم من عرب وعجم» «٣»، وقال ﷻ: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ (هود: ١٧)، وقال ﷾: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا (الفرقان: ١) . ولأن مادة البلاغ الأساسية هي القران قال ابن عباس ﵂ في قوله ﷾: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (المائدة: ٦٧): «يعني إن كتمت اية مما أنزل

(١) تفسير ابن كثير: (٢/ ٧٨)، وقال عن هذا الحديث: «وهذا إسناد جيد»، وتتمته: «والله ما ورثنا رسول الله ﷺ سوداء في بيضاء» . (٢) البخاري (٦/ ٢٧٣٩)، مرجع سابق. (٣) ابن كثير (٢/ ١٥٧)، مرجع سابق.

1 / 19