قيل له: أما ابتداؤها والاتيان بها لو لم يتعذر عليهم ، كان لا يجوز أن يكون ما ذكرتم مانعا لهم منها ، لأن الأحوال كانت على خلاف ذلك,وسنشبع القول فيه ، ونوضحه في الفصل الذي نذكر فيه أن كفهم عن المعارضة لم يكن إلا للتعذر . وأما النقل فلا يجوز أن يخفى لما ذكرتم .
ألا ترى أن عامة الأحوال مع قوة جملة الاسلام ، وظهور أمره ، لم يسلم من أن يكون فيها من كان يطعن على النبي صلى الله عليه وعلى آله ، ويروم القدح في الاسلام .
فهذا يزيد بن معاوية لعنه الله لما حمل إليه رأس الحسين بن علي صلوات الله عليه جعل يقول:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهللوا فرحا ... ولقالوا يا يزيد لا شلل
Shafi 90