255

وعبد الله بن مسعود ، الفقيه الزاهد ، الذي قيل فيه: (( كتف ملئ علما )) (¬3) ، وروي عنه أنه قال: (( [ما كنت أحسب ] أن في أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله من يريد الدنيا ، حتى أنزل الله عز وجل: { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } [آل عمران: 152] )) (¬1) .

ثم زيد بن ثابت ، ثم معاذ بن جبل ، ثم عمر بن الخطاب الذي لم يشك في فقهه ، وعثمان بن عفان الذي لم يرتب في حفظه للقرآن ، ثم عبد الله بن عمر ، ثم حذيفة بن اليمان ، ثم الزهاد مثل سلمان الفارسي ، فإنه مع زهده كان معدودا من الحكماء والعلماء . وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( سلمان منا أهل البيت )) (¬2) .

ثم أبو ذر الغفاري ، الذي صعب على الزهاد اقتفاء أثره في الزهد ، وعثمان بن مظعون ، وعمار بن ياسر ، إلى سائر أصحاب الصفة .

ولو ذكرنا فضلاءهم وعلماءهم وزهادهم حتى نستوفي ذكرهم ، وشرعنا في وصف تدقيقهم النظر في الفرائض ، لطال الكتاب ، ولأدى ذلك إلى الخروج عن الغرض الذي قصدناه .

ثم إنهم حازوا هذه الفضائل ، بل وحصلوا هذه المآثر في مدة يسيرة ، لأنه لم يكن بين مبعثه صلى الله عليه وعلى آله ، إلى أن اختار الله له دار كرامته ، غير ثلاثة وعشرين سنة .

Shafi 311