Tabbatar da Annabci
إثبات نبوة النبي
Nau'ikan
وهذا باب كبير من أبواب الفصاحة ، إذ ورد مع الحلاوة ، ورونق الطلاوة ، وجاء به متسمحا ، ولم يقهر عليه تكلفا وتعسفا ، ولم يكن مما تنبو عنه الأسماع ، وتمجه الأفهام ، وهو مشهور عند العرب لا يخلو منه كلام فصيح ، في أحوال الاسترسال والاحتفال .
وللفصاحة أقسام كثيرة سوى ما بيناه ، وليس منها قسم إلا وهو موجود في القرءان ، وقد نبهنا بما ذكرناه منها على ما لم نذكره .
ومن أقسام الفصاحة: التلاؤم ، وهو نقيض التنافر ، وهذا الباب هو من أكثر أبواب الفصاحة ، وكنا نبهنا عليه في أول هذا الباب عند ذكرنا جزالة الألفاظ ، لكن أعدنا ذكره في آخر الباب لنوضحه فضل إيضاح ، لأنه هو العمدة . وذلك أن عامة ما ذكرنا من أقسام الفصاحة بل كلها غير هذا القسم ، للتكلف والتعمل فيها مجال ومسرح . ويمكن التوصل إليها باحتذاء آثار من تقدم فيها ، بأن يتعلم طرائقها ، ويستفاد مناهجها ، وهذا القسم الذي هو التلاؤم يتعذر ، إلا أن يسمح به طبع مخصوص ، يعرف ذلك كل من له أدنى حظ من الأدب والمعرفة بنقد الكلام .
وذلك أن التلاؤم به تكون العذوبة والحلاوة ، وعنه تكون حسن ديباجة الكلام ، ولهذا تجد الكلام المنظوم المنثور جيد السبك ، رصين النظم ، صحيح الوضع ، متسق المعنى . ومع ذلك تجده نابيا عن السمع ، نافرا عن الطبع ، إذا لم تحصل له العذوبة التي يكون سببها التلاؤم .
Shafi 218